أصبح من الضروري أن يسأل وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، نفسه عما يمكن أن تتعرض له المملكة مستقبلا. فلم تعد ما تسمى بالدولة الإسلامية (داعش) التهديد الوجودي الوحيد للمملكة، فقبل بضعة أيام برز تحد جديد على حدودها الجنوبية.
تشترك السعودية في الحدود مع اليمن التي تمتد بطول 1700 كيلومتر، والآن، يتقدم المتمردون الحوثيون الشيعة في شوارع العاصمة اليمنية، ويقومون بدوريات في الشوارع وحراسة مباني البرلمان.
هزيمة الحوثيين للقوات الحكومية بهذه السهولة هو تذكير صارخ عن مدى التغير الكبير الذي حدث في قواعد اللعبة بالنسبة للسعودية. كما أن ما ينبغي أن يكون مقلقا أكثر هو فكرة أن إيران، التي يعتقد السعوديون أنها وراء تسليح وتشجيع التمرد الحوثي منذ أكثر من عقد من الزمان، لديها الآن وكلاء في شبه الجزيرة العربية.
السعوديون اعتادوا على أن اليمن على مدى عقود كانت في حالة مستمرة من الصراع والفساد والفوضى. واعتمدوا إلى حد كبير سياسة الاحتواء وعدم المشاركة، والمراقبة غير المهتمة، بينما عانى بعض اليمنيين من أسوأ نظم الحكم وبعض من أعلى معدلات الفقر ووفيات الأطفال في المنطقة.
السعوديون لم يكونوا سعداء لرؤية حليفهم، الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، وقد أجبر على التنحي في عام 2012 لكنهم قبلوا القول بأنه لم يعد زعيما ذا مصداقية. وأنه إذا ما ظهر مرشح مناسب، فإن البلاد سرعان ما ستنزلق بالتأكيد إلى حالتها المعتادة، حيث تواجه تحد مع الحوثيين في الشمال، وتمرد في الجنوب المشتعل، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مما سيجعلها دائما غير مؤثرة.
داعش تعتبر آل سعود حكاما فاسدين، وأنهم لا يستحقون شرف حماية أقدس الأماكن في الإسلام، مكة المكرمة والمدينة المنورة. وبينما لا تزال داعش غير قادرة على شن هجوم مباشر على الأراضي السعودية، إلا أن الهجمات الإرهابية التي يخاف منها الغرب قد تحدث في الرياض أو جدة كما قد تحدث في لندن أو نيويورك أو باريس.
والسبب في ذلك واضح جدا، كما أظهرته وسائل الإعلام الاجتماعية في المملكة العربية السعودية (وأماكن أخرى في الخليج)، حيث أن هناك دعم قوي لداعش بالمملكة، كما أن دعوتها لإقامة الخلافة قد تنتشر في شبه الجزيرة العربية.
القيادة السعودية، غير مستعدة لإرسال قوات برية على الأرض في المعركة ضد داعش. فحتى الآن، انضمت المملكة، جنبا إلى جنب مع دولة الامارات العربية المتحدة إلى الغرب في مهاجمة الجهاديين من الجو. ولكن، من دون قوات برية، لن يتم هزيمة داعش، وفي الوقت نفسه فإن التهديد المحلي الداخلي في المملكة العربية السعودية أكبر بكثير.