أعلنت مصادر حقوقية، اليوم الأربعاء، وفاة والدة أحد المعتقلين في سجون أبوظبي في حادثة هي الثالثة لمعتقلي الرأي خلال أقل من أسبوع، في حين لم تسمح السلطات الإماراتية لأحدهم بالمشاركة في أي جنازة.
وقال مركز مناصرة معتقلي الإمارات في بيان "نطالب السلطات الإماراتية بضرورة الإفراج عن معتقل الرأي الدكتور سيف العجلة لإلقاء نظرة وداع أخيرة على أمه التي توفيت اليوم (الأربعاء)".
وذكر المركز الحقوقي بأن الدكتور سيف انتهت محكوميته في الـ24 من يوليو الماضي دون الإفراج عنه حتى اللحظة.
وتأتي الحادثة، بعد أقل من أسبوع على وفاة والدة معتقل الرأي نجيب الأميري التي توفت الأحد الماضي، بعد يوم من اتمام محكوميته لنحو 10 سنوات في سجون أبوظبي، ورفض الإفراج عنه.
وتأتي وفاة والدة الأميري بعد يوم واحد من وفاة سعيد جمعة بن درويش الفلاسي، والد معتقل الرأي جمعة الفلاسي، المحتجز في سجن الرزين رغم انتهاء محكوميته منذ منتصف يوليو الماضي.
وأعرب المركز عن استغرابه من "الدولة التي تصف نفسها على أنها متسامحة وإنسانية لا تسمح للسجناء بأخذ إجازة قد تصل إلى 3 أيام من أجل المشاركة في دفن أقاربه واستقبال المعزين، ولا يوجد فيها حتى نصوص نظرية".
وأكد المركز أن "السماح للسجناء بالمشاركة في دفن أقاربهم يعد أحد حقوقهم وفقاً للقانون الدولي، وليس مجرد صلاحية تقديرية للدولة حتى تسمح به أو ترفضه، حيث تنص القاعدة 70 من قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء المعروفة باسم (قواعد نيسلون مانديلا) على أنه: " تُخطِر إدارةُ السجن السجينَ فوراً إذا أصيب أحد أقاربه المقرَّبين أو أيُّ شخص آخر يهمه شأنه بمرض خطير أو توفِّي. وينبغي السماح للسجين، كلَّما سمحت الظروف بذلك، بالذهاب تحت الحراسة أو وحده لعيادة ذلك القريب أو الشخص إذا كانت حالته الصحية حرجةً أو لحضور جنازته في حالة الوفاة".
وأكد "أن حق السجين في زيارة والده المريض أو حضور جنازته، يعد من الحقوق الأساسية التي يجب أن تمنح للسجين، وقد تمت تسمية هذه القواعد بـ"القواعد الدنيا" لأنها تمثل الحد الأدنى للحقوق الممنوحة للسجين من وجهة نظر إنسانية".
والسلطات الإماراتية لها سوابق كثيرة في منع المعتقلين من حضور جنازات أقاربهم ففي مارس 2021، منعت الأكاديمي المعتقل ناصر بن غيث من حضور جنازة والدته أو المشاركة في الصلاة عليها.
وفي يوينو من نفس العام، حرمت السلطات معتقل الرأي محمد عبدالرزاق الصديق من المشاركة في جنازة ابنته آلاء رغم نداءات المنظمات الحقوقية التي وجهت مناشدة عاجلة لرئيس الدولة من أجل والسماح له بالمشاركة في جنازة ابنته والنظر للأمر كحالة إنسانية والسماح له بتوديعها، وهي التي لم يرها منذ أكثر من 9 سنوات بسبب السجن.
كما أنها منعت سابقا المعتقل سالم ساحوه من تشييع جثمان ابنته، ومنعت المعتقل عبد الرحمن الحديدي من تشييع جثمان والده.
ومؤخرا منعت معتقل الرأي جمعة الفلاسي من حضور جنازة والده، كما منعت نجيب الأميري من توديع والدته بالرغم من انتهاء محكومياتهما في انتهاك خطير للقيم للإنسانية.