أحدث الأخبار
  • 11:29 . الذهب يواصل المكاسب مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية... المزيد
  • 11:01 . أنجيلا ميركل: سعيتُ لإبطاء انضمام أوكرانيا للناتو بسبب مخاوف من رد روسي... المزيد
  • 10:54 . منافسات جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن 2024 تنطلق الإثنين المقبل... المزيد
  • 10:45 . النفط يصعد وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية... المزيد
  • 10:38 . عاصفة مميتة تضرب شمال غرب أمريكا وتحرم مئات الألوف من الكهرباء... المزيد
  • 10:30 . دبلوماسي سوداني: مجلس الأمن تلقى تقريراً سرياً عن دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع... المزيد
  • 10:20 . مجلس الشيوخ يعيق محاولة وقف مبيعات أسلحة للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 10:13 . وزير يمني سابق يتحدث عن وصول طائرات عسكرية من الإمارات إلى شبوة... المزيد
  • 01:03 . الإمارات تأسف للفيتو الأمريكي ضد قرار وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 12:10 . الموارد البشرية: ضبط 1934 منشأة خاصة تحايلت على "مستهدفات التوطين"... المزيد
  • 09:48 . الأردن تسجن النائب السابق "عماد العدوان" 10 سنوات بتهمة تهريب أسلحة إلى فلسطين... المزيد
  • 09:35 . ترامب يختار مسؤولة مصارعة سابقة وزيرةً للتعليم... المزيد
  • 09:21 . رئيس الدولة وملك الأردن يبحثان المستجدات في غزة ولبنان... المزيد
  • 09:15 . فيتو أمريكي في مجلس الأمن على مشروع قرار يطلب وقف النار في غزة... المزيد
  • 08:07 . محكمة باكستانية تطلق سراح عمران خان بكفالة في "قضية الفساد"... المزيد
  • 08:05 . مريم البلوشي وأمينة العبدولي.. تسع سنوات خلف قضبان أبوظبي... المزيد

نصف عام على تولي الشيخ محمد بن زايد رئاسة الدولة .. قراءة في أبرز القرارات والمحطات

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 15-11-2022

ستة أشهر مرّت على تولى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئاسة الدولة، وذلك بعد إعلان وفاة رئيس البلاد الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في 13 مايو الماضي، أعقبها عملية انتقال سريع للسلطة حيث اختاره بالإجماع الحكّام الستة الآخرون (المجلس الأعلى الاتحادي) لولاية مدّتها خمس سنوات كرئيس للاتحاد، ليصبح حاكماً للدولة، وحاكماً لإمارة أبوظبي التي شغل سابقًا منصب ولي عهدها منذ عام 2004.

ومع اعتلاء الشيخ محمد بن زايد سدة رئاسة الدولة، أثيرت الكثير من التساؤلات حول كيفية إدارته للحكم، على الرغم أنه كان الحاكم الفعلي للبلاد منذ عام 2014 عندما أصيب شقيقه رئيس الإمارات وحاكم أبوظبي خليفة بن زايد بجلطة دماغية، وفق إذاعة "بي بي سي" البريطانية.

بالتزامن مع تسلم محمد بن زايد رئاسة دولة الإمارات في 14 مايو الماضي، شهدت الدولة والمنطقة الكثير من الأحداث، التي يمكن من خلالها استشراف نهج سموه، في قيادة الدولة، وكذلك علاقاته بالمنطقة والعالم.

وإليكم أبرز القرارات والأحداث التي أعقبت تولي سموه رئاسة الدولة وحتى اليوم:

أبرز القرارات

في الأسبوعين الأولين من الحكم زار رئيس الدولة، الإمارات الست الأخرى والتقى بحكامها؛ حيث أكد سموه وحدة الصف في المرحلة الجديدة، كما استقبل المهنئين، وتلقى طلبات المواطنين في نادي الذيد لمدة ثلاثة أيام.

صورة تجمع حُكام الإمارات الست عق اختيار الشيخ محمد بن زايد رئيساً للبلاد - 14 مايو 2022

عقب الزيارات واللقاءات؛ جاء في الخطاب الأول للشيخ محمد بن زايد أن منهج "سعادة المواطن ورعايته" سيظل الأساس في جميع خطط البلاد نحو المستقبل، مشددا على أن شعب الإمارات هو محور اهتمام الدولة.

ليتبعها بعدة قرارات على صعيد الشأن الداخلي، أبرزها:

أبناء المواطنات

ويعتمد معاملة أبناء المواطنات الإماراتيات المقيمين في الدولة بالمعاملة ذاتها المقررة للمواطنين في قطاعي التعليم والصحة.

وكان لافتا أن القرار اتخذ عقب إقرار الحكومة، مطلع العام الماضي، تعديلات تمنح بموجبها الجنسية للمستثمرين وأصحاب مهن أخرى من الأجانب أثار انتقادات بعض المواطنين، ومن بينهم زوجة حاكم الشارقة.

وحينذاك غردت الشيخة جواهر القاسمي، زوجة حاكم الشارقة، قائلة: "تجنيس أبناء المواطنات. مطلب. توظيف أبناء الإمارات. مطلب".

وأوضحت وكالة الأنباء الإماراتية أن وزير شؤون الرئاسة منصور بن زايد سيصدر الإجراءات اللازمة لتنفيذ وتفسير أحكام القرار الجديد الذي أصدره رئيس الدولة، دون نشر تفاصيل أخرى.

ذوو الدخل المحدود

في يوليو أصدر رئيس الدولة قرارا بإعادة هيكلة برنامج دعم ذوي الدخل المحدود، بجانب رفع الميزانية من 14 مليار درهم إلى 28 مليار درهم، في إطار حرصه على تحقيق العيش الكريم لأبناء الوطن، وبما يضمن الاستقرار الأسري، خاصة في ظل ارتفاع التضخم في الدولة والذي تزايد منذ مطلع العام الجاري (2022).

وأمر رئيس الدولة أيضا باستكمال جميع طلبات المنح الإسكانية للسنوات السابقة ضمن "برنامج الشيخ زايد للإسكان" بمبلغ 2.3 مليار درهم.

كما أقر اعتماد ثلاثة آلاف مستفيد من القروض السكنية لهذا العام بمعدل 500 اسم لكل شهر، فضلاً عن القرار المتعلق بمعاملة أبناء المواطنات الإماراتيات المقيمين في الدولة بالمعاملة ذاتها المقررة للمواطنين في التعليم والصحة.

إلا أنه وبعد يوم من إعلان الحكومة، زيادة دعم مواطنيها من ذوي الدخل المحدود، توقف عمل الموقع الإلكتروني لوزارة تنمية المجتمع  بسبب "الأعداد المتزايدة لمقدمي الطلبات والاستفسارات" عن البرنامج.

تغييرات وتعيينات

وخلال الأشهر الستة الأولى أصدر رئيس الدولة كذلك مجموعة من القرارات والتعيينات؛ بينها تغيير مسمى "وزارة شؤون الرئاسة" إلى مسمى "ديوان الرئاسة" وتعيين مستشار جديد فيها. إضافة إلى تعيين مدراء عموم للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، ووزير للدولة، وعضو جديد في السلك الدبلوماسي، لكن السياسية الخارجية للإمارات كانت الأبرز خلال الفترة الماضية.

العلاقات الخارجية

تحمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مسؤولية قيادة البلاد خارجياً، في وقت يشهد العالم تحولات جديدة مع الحرب الروسية في أوكرانيا. وعلى الرغم من كون السياسة الخارجية خلال الأشهر الستة الأولى متوازنة؛ إلا أنها لم تسلم من إثارة التوتر مع حلفاء الدولة في الغرب.

في الإمارات التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال تلقي العزاء بوفاة الراحل الشيخ خليفة بن زايد بمعظم المسؤولين العرب والغربيين.

الرئيس التركي في أبوظبي للتعزية في وفاة رئيس الدولة الراحل خليفة بن زايد - مايو 2022

بعد أقل من شهر واحد من توليه الرئاسة، استقبل رئيس الدولة رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت الذي زار الإمارات بدعوة من سموه.

وفي 23 استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في قصر الشاطئ بأبوظبي، واستعرض معه آفاق التعاون بين البلدين وفرص تنميته في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية، والعمل على دفعها إلى الأمام.

وفي 28 يونيو، استقبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي زار أبوظبي لتقديم التعازي في وفاة الراحل خليفة بن زايد، وبحث العلاقات بين البلدين. وأتت هذه الزيارة بعد تصريحات مسيئة للنبي محمد والمسلمين، أدلت بها مسؤولة في الحزب الحاكم في الهند، كانت أثارت غضبا واسعاً في الوطن العربي والإسلامي.

 وبدأ رئيس الدولة زياراته الخارجية في 19 يوليو إلى باريس ولقاء الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون في إشارة إلى عمق العلاقات بين البلدين، وشهدت الزيارة توقيع صفقات في مجالات الطاقة والنقل.

وقبلها بأيام كان سموه في السعودية، لحضور قمة "جدة للأمن والتنمية" التي حضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن. وقد بحث الجانبان خلالها فرص تنمية التعاون والعمل المشترك بين البلدين وتطويره. وتلقى سموه دعوة من الرئيس الأمريكي لزيارة واشنطن، قبل نهاية العام الجاري 2022.

وفي أغسطس زار سموه مصر، وأعقبها زيارة إلى سلطنة عُمان الشقيقة نهاية سبتمبر، جرى خلالها توقيع 16 اتفاقية تعاون مشترك مع السلطنة.

كما التقى سموه في سبتمبر الماضي بالمستشار الألماني أولاف شولتس الذي قدم إلى أبوظبي في زيارة خاصة رأى الكثيرون أن هدفها حل أزمة الطاقة في بلاده.

 وفي أكتوبر الماضي زار سموه صربيا لينتقل بعدها إلى روسيا، في زيارة أثارت استياء غربياً؛ لكنها تأتي "ضمن خيارات الإماراتية السيادية المستقلة"، وفقاً لأنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة.

ولم يزر رئيس الدولة الولايات المتحدة وبريطانيا أقرب حلفاء الإمارات، لكنه التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال قمة جدة للأمن وعقد لقاءات مع مسؤولين أمريكيين آخرين.

وكانت الزيارة الأكثر إثارة للجدل لروسيا في خضم الحرب مع أوكرانيا والتي جاءت بعد قرار "أوبك بلس" خفض إنتاج النفط، والذي اعتبره البيت الأبيض دعماً إماراتياً وسعودياً للنظام الروسي لاستمرار حربه في أوكرانيا، وأدت إلى موجة غضب أمريكية.

بوتين يستقبل الشيخ محمد بن زايد في زيارة أثارت سخطاً غربياً - أكتوبر 2022

وشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مؤتمر المناخ في مصر، الأسبوع الماضي، في حين غاب عن حضور القمة الـ31 في الجزائر مطلع الشهر الجاري.

ويشارك سموه حالياً في القمة السابعة عشرة لرؤساء دول مجموعة العشرين وحكوماتها (G20) التي تعقد في جزيرة بالي في جمهورية إندونيسيا، وانطلقت أعمالها الثلاثاء (15 نوفمبر).

الأحداث الداخلية

دائماً ما كانت السياسة الداخلية صُلب اهتمام أصحاب السمو حكام الإمارات، فخلال الأشهر الستة الأولى كانت السياسة الداخلية مفعمة بآمال عريضة بالسياسة والاقتصاد والخدمات. ومرّت على الدولة عديد من الأحداث الداخلية خلال تلك الفترة، نذكر بعضها:

نادي الذيد: توافدت أعداد كبيرة من المواطنين إلى نادي الذيد الرياضي (قرب قصر الذيد) في يونيو الماضي لتقديم الطلبات إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد. وكان العدد كبيراً للغاية، وأثار التزاحم أمام بوابات "نادٍ رياضي" ليس له علاقة بحل مشاكل المواطنين التساؤلات حول الغرض منها بدلاً من منصة إلكترونية للتقديم. عقب هذه أصدر رئيس الدولة قرارا بإعادة هيكلة برنامج دعم ذوي الدخل المحدود.

وبدأت الدولة في سبتمبر الماضي منح تأشيرات مخصصة للباحثين عن العمل لمن تخرجوا من أفضل 500 جامعة في العالم (لا يوجد جامعة إماراتية فيها) ويعتقد المواطنون أن ذلك يساهم في زيادة منافسة الوافدين على الوظائف أمام المواطنين، في وقت ترتفع نسبة البطالة بين المواطنين.

صورة تظهر تزاحم المواطنين أمام نادي الذيد لتقديم الطلبات إلى رئيس الدولة - يونيو 2022

أوائل الإمارات: في 12 يوليو استقبل سموه أوائل الطلاب والطالبات في الصف الثاني عشر للعام الدراسي لعام 2021 ــ 2022 وأولياء أمورهم، لتهنئتهم بتفوقهم. مؤكداً أن "هذه النخبة من الطلبة والطالبات المتفوقين هي الاستثمار الحقيقي في مستقبل بلدنا .. والتي تعتمد على الكفاءات النوعية أمثالكم ".

فيضانات الفجيرة: بدأت فيضانات في الإمارات الشمالية للدولة في يوليو، وتأثرت الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة بالأمطار الغزيرة. يقول المركز الوطني الإماراتي للأرصاد الجوية إن الإمارات سجلت أعلى هطول للأمطار منذ 27 عامًا؛ لكن كانت "الفجيرة" أكثر الإمارات تضرراً حيث امتلأت الشوارع والمؤسسات. ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء طوارئ دبي بالمساعدة في عمليات الإنقاذ. كما وجه سمو الشيخ حمدان بن زايد ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر، بمساندة الجهود التي تبذلها الجهات الرسمية في الدولة، للحد من تداعيات الأمطار التي تشهدها الإمارات الشمالية.

وخلال الفيضانات تداول مغردون إماراتيون مقطع فيديو لرئيس الدولة، وهو يقوم برحلة جوية لتفقد المناطق المتضررة، لكن تبين لاحقاً أنه يعود إلى عام 2017، في رحلة قام بها لذات الغرض.

ارتفاع أسعار المشتقات النفطية: ارتفعت أسعار البنزين بشكل كبير في الشهرين الأولين لحكم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حيث ارتفع سعر لتر البنزين خصوصي "95" من 4.03 درهم في يونيو إلى 4.52 درهم في يوليو وهو الأعلى سعراً في تاريخ الدولة الحديث. لتنخفض في الأشهر اللاحقة ففي أغسطس إلى 3.92 درهما؛ وفي سبتمبر 3.3 درهمًا؛ وأكتوبر 2.92 درهم؛ ليعود للارتفاع الشهر الجاري إلى 3.20 درهمًا. أما الديزل فتراوحت قيمته بين 4.76 درهم في يوليو و 4.01 درهمًا في نوفمبر. ورغم الانخفاض في الأشهر الأخيرة إلا أن أسعار الوقود في الدولة يعتبر الأعلى بين دول الخليج العربي الأخرى.

حقوق الإنسان

استمر اعتقال50 معتقلا أنهوا محكومياتهم في السجون الإماراتية وتم تمديد حبسهم إلى أجل مجهول، كما يقول المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان. هؤلاء معظمهم جرى محاكمتهم وإدانتهم في القضية المعروفة دولياً بالإمارات 94.

وقال المركز: خمسون معتقل رأي قضوا أحكاما تتراوح بين 5 و10 سنوات على إثر اعتقالهم بطريقة غير قانونية وإخفائهم في أماكن احتجاز سرية تحت التعذيب وسوء المعاملة لانتزاع اعترافات تدينهم ومحاكمتهم دون ضمانات المحاكمة العادلة والحكم عليهم بالسجن بحكم نهائي من قبل دائرة أمن الدولة بالمحكمة الاتحادية العليا.

وبعد أيام من توليه الرئاسة، ناشد المركز صاحب السمو رئيس الدولة بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، ووضع حد لمضايقات النشطاء بالسجن وخارجه.

ما الذي تغير؟

على المستوى الداخلي لم يتغير شيء للأفضل، عدا ارتفاع أعداد المعتقلين السياسيين المنتهية محكومياتهم إلى أكثر من 50 معتقلاً. أما القرارات فلم تُحدث أي تغيير في الوضع الداخلي، وسيكون الإماراتيون بالانتظار على وعد سموه بأن تكون السياسة والقرارات لإسعاد المواطنين الإماراتيين.

بالمقابل تشير أبرز فعاليات ولقاءات رئيس الدولة خلال الأشهر الستة الماضية إلى اتجاهه نحو السياسة الخارجية، بهدف إبراز الإمارات كدولة محورية فاعلة إقليمياً وعالمياً، مستغلة تراجع عدد من الدول الفاعلة في المنطقة خلال العقود الماضية، مثل مصر والعراق.

ويظل التساؤل الأبرز: هل ستستمر سياسة رئيس الدولة على نفس النهج المتوجه للخارج والريادة الاقليمية؟، أم ستتغير أولويات سموه نحو القضايا الداخلية وهموم المواطنين؟!