بينما يقترب سكان العالم الآن من ثمانية مليار نسمة يعاني أكثر من نصف مليار إنسان من داء السكري، أي ما يزيد عن 6 في المائة من البشر.
ويبلغ عدد مرضى السكر في العالم 537 مليون مريض، 90 في المائة منهم مصابون بالنوع الثاني من السكري، الذي كان يطلق عليه في الماضي "سكري الشيخوخة".
لكن هذه التسمية ستصبح قريبا شيئا من الماضي لأن الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني آخذة في الارتفاع بشدة بين الشباب، حسبما يحذر علماء أوبئة صينيون في المجلة الطبية البريطانية (BMJ).
وكتب جينخي شي من قسم علم الأوبئة بجامعة هاربين في الصين والمؤلفون المشاركون معه في المجلة الطبية البريطانية المرموقة الأسبوع الماضي أنه في الفترة من عام 1990 إلى عام 2019، لوحظ زيادة في معدل الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري بين المراهقين والشباب في جميع أنحاء العالم، بحسب ما نقل موقع صحيفة "تيرولر تاغس تسايتونغ" ومواقع ألمانية عديدة.
في النوع الثاني من داء السكري، ينتج البنكرياس الأنسولين بوفرة لكن خلايا الجسم لا تتقبله فيما يعرف بـ"مقاومة الأنسولين"، وهو على عكس النوع الأول، الذي فيه لا ينتج البنكرياس كميات كافية من الأنسولين لأن الجهاز المناعي يهاجم خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
وكان داء السكري من النوع 2 في الماضي يصيب عادةً كبار السن. وعوامل الخطر الرئيسية للإصابة به هي زيادة الوزن والسمنة والاعتماد على نظام غذائي غير صحي ونمط حياة خامل تقل فيه الحركة.
ونظرًا لانتشار "نمط الحياة الغربي"، أصبحت عوامل الخطر هذه مشكلة في جميع أنحاء العالم – وخصوصا أكثر وأكثر بين الأطفال والمراهقين والشباب.
وكتب باحثون صينيون أنهم لاحظوا ارتفاعا في معدل الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني لأصحاب الأعمار بين 15 إلى 39 عامًا بمقدار يبلغ الضعف تقريبا. فقد كانت الإصابة في عام 1990 هي 106 حالة تقريبا لكل 100 ألف شخص من هذه الفئة العمرية، وارتفعت الآن إلى أكثر من 183 حالة جديدة.
وتُرجمت هذه الزيادة إلى زيادة بنسبة النصف تقريبًا في سنوات العمر الصحية المفقودة بسبب مرض السكري من النوع 2 فارتفع عدد سنوات العمر الصحية المفقودة بسبب السكري من النوع الثاني، بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 39 عامًا في جميع أنحاء العالم من 106.34 لكل 100.000 شخص في هذه الفئة العمرية إلى 149.61 بحسب إحصائيات 2019، حسبما نقل موقع "تيرولر تاغس تسايتونغ".
أما بالنسبة لمعدل الوفيات المرتبطة بمرض السكري، فكانت هناك زيادة طفيفة في المراهقين والشباب من 0.74 لكل 100 ألف شخص في عام 1990 إلى 0.77 لكل 100 ألف شخص في سنة 2019.
وفي حين توجد نسب مختلفة ومتباينة لهذا التوجه في الدول ذات الناتج القومي الإجمالي المنخفض والدول المتقدمة للغاية ، يبدو أن أحد عوامل الخطر يؤثر على جميع المجتمعات في جميع أنحاء العالم: زيادة الوزن أو السمنة.