كشفت صحيفة هولندية أمس الخميس، تلقي أعضاء في البرلمان الأوروبي رواتب من أبوظبي من أجل تحسين صورتها والدفاع عنها في ملف حقوق الإنسان سيئ السمعة.
التحقيق الذي أجرته صحيفة "NRC" الهولندية واطلع عليه "الإمارات71" يكشف تفاصيل مهمة لما يتحصل عليه بعض أعضاء البرلمان الأوروبي الذين يزورون الدولة ويتحدثون عن صورة جيدة لحقوق الإنسان في البلاد.
وسلط التحقيق الضوء 20 عضواً وموظفاً في البرلمان الأوروبي، وركز على العضو "رادوسلاف سيكورسكي"، الذي قالت إنه يتسلم 93 ألف يورو سنوياً من الإمارات، وفقًا لبحث أجرته الصحيفة التي نوهت إلى أنه لا توجد قواعد لهذا النوع من الدخل الإضافي، مما يزيد من مخاطر تضارب المصالح.
وخلص التحقيق إلى أن البرلمان الأوروبي مفتوح أمام تأثير الأنظمة التي تحاول تحسين صورة سجلها السيئ للغاية في مجال حقوق الإنسان مثل الإمارات.
ويُظهر تحليل الصحيفة الهولندية لسجل تصويت سيكورسكي أنه يتخذ مواقف مواتية للإمارات وحليفها الأقوى السعودية. على سبيل المثال، دعم سيكورسكي الذين يعارضون في البرلمان الأوروبي وقف تسليم الأسلحة إلى الدول التي تشترك في حرب مدمرة في اليمن. كما أيد محاولة لإصدار قرار يطالب السعودية بتخفيف أحكام الإعدام.
وقالت الصحيفة إنه غالباً ما تحتاج الحكومات إلى دعم في البرلمان الأوروبي للتأثير على سياسة حقوق الإنسان الأوروبية؛ لذلك فإن هناك أداة مجربة ومختبرة لهذا الأمر؛ وهي "مجموعات الصداقة". وتملك الإمارات مجموعة من الأصدقاء، حيث لديها نائب مؤثر وهو الإسباني "أنطونيو لوبيز إستوريز وايت" وهو أيضًا الأمين العام للديمقراطيين المسيحيين، أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي، "إذا أعطى نصائح بشأن التصويت، فإنه يحمل ثقلاً كبيراً".
وتقول الصحيفة إنه غالباً ما يمتدح "إستوريز وايت" الإمارات، ويزورها. وفي مثل هذه الزيارات، لا يذكر أن الإمارات هي واحدة من أكثر الدول غير الحرة في العالم، حيث يختفي المدونون الناقدون في السجن، أو عن الحرب التي تشنها أبوظبي في اليمن، والتي أدت إلى أكبر أزمة إنسانية في الوقت الحالي. ومع ذلك، يشيد الإسباني باستمرار بـ"حرب أبوظبي ضد الإرهاب"، كما فعل على سبيل المثال في مؤتمر صحفي عقده في أبوظبي في عام 2017 والذي فُسر على أنه تأييد للحروب في اليمن. وكتبت الصحف الإماراتية بعد الزيارة "البرلمان الأوروبي يدعمنا في اليمن".
لكن العضو الأكثر شهرة في مجموعة الصداقة هو رادوسلاف سيكورسكي؛ هو وزير خارجية سابق لبولندا؛ ويظهر بانتظام في وسائل الإعلام الغربية للتحذير من تهديد روسيا.
وتقول الصحيفة إن سيكورسكي على جدول رواتب الإمارات منذ سنوات، وفقا لما يشير إليه موقع البرلمان البولندي. حيث يتلقى 100,000 دولار سنويا من أبوظبي لتقديم المشورة بشأن مؤتمر صير بني ياس، وهو المؤتمر الذي أنشأته الإمارات قبل أكثر من 10 سنوات لإدارة الدبلوماسية الدولية الناعمة، ويضم فيه عددا من السياسيين البارزين (السابقين) في المجلس الاستشاري، بما في ذلك كيفن رود وكارل بيلدت، رؤساء وزراء سابقين لأستراليا والسويد على التوالي.
ويحضر المؤتمر الآن مجموعة مغلقة تضم نحو 150 سياسيا ومحللا، من بينهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل العام الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصحافة غير مرحب بها في هذا المؤتمر، وكل شيء يحدث وفقا لقواعد سرية.
وبينما يؤكد سيكورسكي أنه يتلقى راتباً سنوياً من الإمارات إلا أنه ينفي وجود تضارب في المصالح. وأجاب سيكورسكي على أسئلة الصحيفة بالقول "في جميع القضايا المتعلقة بهذه البلدان، لقد صوتت بما يتماشى مع توصيات مجموعتي السياسية الديمقراطية المسيحية". وأضاف "تظهر أن عضويتي في المجلس الاستشاري لمنتدى صير بني ياس لا تؤثر على تصويتي كعضو في البرلمان الأوروبي".