بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد العلاقات الأخوية بين البلدين، وسبل دفع التعاون والعمل المشترك البناء، الذي يسهم في تحقيق مصالحهما المتبادلة، بجانب عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك.
ومنذ عدة سنوات تسعى أبوظبي لإخراج الأسد من عزلته العربية والدولية، بغرض تسجيل إنجاز يحسب لها عربياً، بعد أن كانت عادت الأسد ودعمت فصائل معارضة، بُعيد ثورة 2011.
وجهزت أبوظبي لرئيس النظام السوري استقبالاً كبيراً على غرار كبار رؤساء الدول، حيث رافقت طائرته طائرات حربية، وأطلقت 21 طلقة.
وقال رئيس الدولة للأسد: «إن أشقاءكم في دولة الإمارات، يقفون معكم قلباً وقالباً، وإن غياب سوريا عن أشقائها قد طال، وحان الوقت إلى عودتها إليهم، وإلى محيطها العربي».
وشدد سموه على ضرورة بذل جميع الجهود المتاحة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين بعزة وكرامة إلى بلدهم، وأعرب سموه عن دعم دولة الإمارات للحوار بين سوريا وتركيا، لإحراز تقدم في ملف عودة اللاجئين.
واطلع من الرئيس بشار الأسد، على آخر التطورات والمستجدات السياسية على الساحة السورية، بجانب تداعيات الزلزال الذي شهدته البلاد، مؤكداً سموه تضامن دولة الإمارات مع سوريا، ووقوفها إلى جانب شعبها الشقيق في هذه الظروف.
وأشاد سموه بدور الجالية السورية المقيمة، ومشاركتهم في مسيرة البناء والتنمية في دولة الإمارات.
ووفقاً لوكالة أنباء الإمارات (وام)، فقد أعرب الأسد "عن شكره وتقديره لموقف دولة الإمارات، حكومةً وشعباً، واستجابتها العاجلة في التعامل مع محنة الزلزال، وقال إن مساعدات دولة الإمارات كانت نوعية، وقدمتها بمحبة وود وأخوة، وتركت أثراً كبيراً في نفوس الشعب السوري".
كما أعرب عن شكره وتقديره لاحتضان دولة الإمارات الجالية السورية خلال مختلف الظروف.
وقد غادر الأسد البلاد، حيث كان في وداعه في مطار الرئاسة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وعدد من الشيوخ والمسؤولين، وفقا لوام.
وكان رئيس النظام السوري زار سلطنة عمان الشهر الماضي بعد أيام من وقوع الزلزال. وهذان هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان زارهما الأسد منذ اندلاع النزاع السوري في العام 2011.
وقادت أبوظبي التي أعادت علاقاتها مع حكومة الأسد في 2018، جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 فبراير الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا ، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
ويقول محللون إن الزخم الدبلوماسي الذي تولّد في أعقاب الزلزال يمكن أن يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة، التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد أكثر من عقد من الحرب.
وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الشهر الماضي أول مسؤول عربي كبير يزور سوريا بعد الزلزال.