قالت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت، إن أبوظبي تعد من بين أهم اللاعبين الأجانب في السودان؛ مشيرةً إلى علاقتها بقائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه "في العلن، لم ينحز الإماراتيون إلى أي طرف في صراعات السلطة في السودان، وهم جزء من مجموعة دبلوماسية تعرف باسم الرباعية". وكانت الجماعة، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، قد حاولت حتى وقت قريب إعادة الحكم المدني إلى السودان.
واستدركت الصحيفة بالقول: "لكن في الوقت نفسه، يقول المسؤولون الأمريكيون، إن الإماراتيين -على مر السنين- ساعدوا في دعم اللواء (حميدتي)، حيث قاموا بتوسيع صندوقه الحربي من خلال التعاملات التجارية الموجهة عبر دبي".
ولفتت نيويورك تايمز إلى أنه في عام 2018، دفعت أبوظبي لحميدتي مبالغ طائلة لإرسال آلاف الجنود للقتال في اليمن وهو صراع قال مسؤولون سودانيون إنه أثرى الجنرال.
وأضافت: "كما نما ثراء اللواء حمدان من الذهب المستخرج في السودان وشحنه إلى دبي. وزار حميدتي المسؤولين الروس في موسكو في بداية غزو أوكرانيا ودخل في شراكة مع فاغنر مقابل ترخيص لاستخراج الذهب في السودان".
ونقلت عن مسؤولين غربيين قولهم إن ثروة "حميدتي" تشمل الماشية والعقارات وشركات الأمن الخاصة. مضيفين أن "هذه الأموال التي يحتفظ بالكثير منها في دبي، ساعدت على بناء قواته شبه العسكرية، التي أصبحت الآن أفضل تجهيزا من الجيش السوداني النظامي".
وأشارت نيويورك تايمز إلى "حقيقة أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة هو واحد من ثلاثة رؤساء دول فقط التقوا علنا بحميدتي، وكان آخرها في فبراير الماضي، مما أضفى على رجل الدولة الهالة التي كان يتوق إليها بوضوح. والقادة الآخرون هم قادة إريتريا وتشاد".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دبلوماسيين في السودان قولهم إن أقرب حليف لـ"حميدتي" في أبوظبي، "هو النائب الثاني لرئيس الدولة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي لديه اتصالات طويلة الأمد مع الجماعات المسلحة في دارفور، مسقط رأس حميدتي".
وقالت إنه "منذ بدء القتال في نهاية الأسبوع الماضي، قال العديد من المسؤولين الأجانب إن دبلوماسيين إماراتيين انضموا إلى القوى التي تسعى لوقف القتال في السودان".
ونقلت عن مسؤول غربي قوله إن الإماراتيين لديهم على ما يبدو حالة من "ندم المشتري" (وهو الشعور بالندم أو القلق الذي يحدث بعد إتمام عملية الشراء).
ورغم حالة "ندم المشتري"؛ تقول نيويورك تايمز: لكن حتى مع احتدام القتال، استمرت بعض إمدادات الأسلحة في التدفق. حيث يقول المسؤولون الأمريكيون إن اللواء حمدان تلقى أسلحة عليه أسلحة من خليفة حفتر، أمير الحرب الليبي الذي تم تسليحه وتمويله أيضا من قبل أبوظبي. ويقول المسؤولون إنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأسلحة من مخزونات السيد حفتر نفسه، أو من أبوظبي.