طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من سلطات أبوظبي كشف الملابسات الكاملة وفتح تحقيق فوري وشفاف في وفاة لبناني محتجز لديها في ظروف "لا تبدو طبيعية".
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي اطلع "الإمارات71" على نسخة منه، إنّه اطلع على تقارير تفيد بوفاة اللبناني "غازي فضل عز الدين" في الخمسينيات من العمر بعد أقل من شهرين على احتجازه مع اثنين من أشقائه لدى السلطات الأمنية في الإمارات.
ولفت إلى أنّ سلطات أبوظبي أوقفت في 22 مارس المنصرم الأشقاء الثلاثة وهم من من بلدة "باريش" قضاء صور جنوبي لبنان، ونقلتهم إلى مركز أمني في أبو ظبي دون توضيح أسباب الاحتجاز.
ووفق المعلومات التي قال المرصد إنه اطلع عليها، توفي رجل الأعمال اللبناني "غازي عز الدين" يوم الخميس الماضي 4 مايو 2023، خلال وجوده في أحد المراكز الأمنية الإماراتية، وجرى دفنه في الإمارات بمشاركة شقيقيه اللذين أُفرج عنهما بعد وفاته، ولم تسمح السلطات الإماراتية بنقل جثمانه إلى لبنان لدفنه في مسقط رأسه.
وبيّن المرصد، أنّه حصل على إفادة تشير إلى "احتمالية وفاة عز الدين بعد تعرضه للتعذيب أثناء تحقيق الأمن الإماراتي معه في مركز يتبع لجهاز أمن الدولة بين دبي والشارقة، غير أنّه لم يتسن التأكد من تلك التقارير على نحو محايد حتى الآن".
ولفت إلى أنّ "سلطات أبوظبي شنّت في مارس الماضي حملة اعتقالات طالت أكثر من عشرة لبنانيين في الإمارات على خلفيات مجهولة ودون إجراءات قانونية مُعلنة وواضحة، حيث أفرجت في وقت سابق عن عدد منهم، وأبقت نحو خمسة قيد الاحتجاز".
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ سلطات أبوظبي "سبق لها التورّط في احتجاز أجانب على نحو غير قانوني، وإخضاعهم للتحقيق، واحتجازهم في ظروف غير إنسانية، وتعرضيهم للتعذيب النفسي والجسدي في بعض الأحيان، وترحيلهم من البلاد تحت ذرائع أمنية فضفاضة وجائرة".
وكشف عن توثيقه لإفادة أحد اللبنانيين الذين خضعوا لاستجواب مطوّل (يتحفظ المرصد على اسمه ومكان وتفاصيل سجنه) قال فيها إنّه احتجز على نحو تعسفي ودون أي مذكرة قانونية، وتعرّض لتحقيق قاسٍ تخلله اعتداء جسدي، وكانت التحقيق يتركز على قضايا سياسية تخص الدولة التي يحمل المحتجز جنسيتها.
"وشرح المعتقل "ك.ن" في جزء من رسالته جانبًا من المعاملة السيئة التي تلقّاها لدى جهاز أمن الدولة الإماراتي فور وصوله لمقابلة أمنية، إذ قال: "لدى دخولي مكتب المحقق، قام بدفعي للأمام بشكل عنيف، ووجه لي شتائم نابية، واتهمني بالكذب والخداع وواصل مناداتي بالخايس، وخفض درجة حرارة جهاز التكييف إلى أدنى درجة وخرج من الغرفة، وبقيت وحيدًا في درجة حرارة منخفضة للغاية"، وفقاً للمرصد.
وأضاف: "بعد عدة دقائق، عاد المحقق مصطحبًا شخصين يبدو أنّهما يعملان في المركز الأمني، وأمرهما بضربي، فسددا لي ضربات قوية في منطقة الصدر والرقبة، ووجها لي الشتائم، واقتاداني من رأسي ليسلماني للمحقق مرة أخرى".
وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ السجل الحقوقي السيء للإمارات فيما يتعلق باحتجاز الأشخاص على خلفية الرأي والتعبير أو الخلفيات المرتبطة بالحريات، يثير مخاوف عميقة من احتمالية وفاة المحتجز اللبناني "غازي عز الدين" في ظروف غير طبيعية قد تشمل المعاملة السيئة.
وأوضح أنّ سياسة الغموض التي تتبعها السلطات الإماراتية فيما يتعلق بعمليات الاحتجاز التي تنفذها تزيد الشكوك حول الدوافع الحقيقية لتلك الممارسات، إذ تعمد في معظم الحالات إلى الامتناع عن إصدار أي بيانات علنية بشأن تلك الممارسات، ولا تتعاطى على نحو فاعل مع استفسارات منظمات حقوق الإنسان في القضايا ذات العلاقة.
وطالب المرصد الأورومتوسطين في ختام بيانه، سلطات أبوظبي بتوضيح أسباب وفاة اللبناني "غازي عز الدين" خلال احتجازه لديها، وإجراء تحقيق مستقل ونشر نتائجه على نحو علني، بما يضمن تحديد ومحاسبة الجناة المحتملين.
وحث المرصد السلطات أبوظبي على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين تعسفيًا في سجونها، والتوقف عن ملاحقة الأشخاص على نحو غير قانوني، واحترام حقوقهم في حرية الرأي والتعبير، والحركة والتنقل.