قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء، إن فريقاً تابعاً لرئيس قمة المناخ (كوب 28) سلطان الجابر، قاموا بإجراء تعديلات على صفحات في موسوعة "ويكيبيديا"، تسلط الضوء على منصبه رئيساً تنفيذياً لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، في محاولة لتلميع صورته في الطاقة النظيفة.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى أن حكومة الإمارات التي تسيطر على حوالي 6% من احتياطيات النفط في العالم، تعرضت لانتقادات لتعيينها الجابر، رئيس شركة "أدنوك"، رئيساً لقمة المناخ الـ28، التي ستنعقد في دبي في نوفمبر المقبل.

وكان 130 نائباً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد طالبوا الأسبوع الماضي بإقالة الجابر من رئاسة القمة، إذ كان دوره كرئيس تنفيذي لشركة "أدنوك"، وتعيينه رئيساً لقمة المناخ في الوقت ذاته، قد أثار جدلاً.

وتكشف مجموعة من التعديلات في صفحة الجابر على  ويكيبيديا، منذ مارس 2022، إلى أي مدى حاول فريقه تلميع الصورة العامة لملفه في صناعة النفط.

مقترحات فريق الجابر

اقترح أحد مستخدمي "ويكيبيديا"، هويته مجهولة لكنه أوضح أنه يعمل لحساب "أدنوك"، على المحررين في الموسوعة، إزالة الإشارة إلى اتفاقية بقيمة 4 مليارات دولار وقعتها أدنوك، عام 2019 مع شركتي الاستثمار الأمريكيتين BlackRock وKKR لتطوير البنية التحتية لأنابيب النفط.

المستخدم قال إن تفاصيل هذه الصفقة "كثيرة جداً" واقترح أن تكتفي الصفحة بالإشارة إلى أن  الجابر اجتذب "استثمارات دولية" في أدنوك.

كما اقترح المستخدم أيضاً أن يحذف المحررون اقتباساً من صحيفة Financial Times يسلط الضوء على التعارض بين دور الجابر رئيساً لقمة المناخ، وعمله على توسيع إنتاج شركته من النفط، واقترح  بدلاً من ذلك أن تشير الصفحة إلى أن الشركة تستخدم عائدات هذا الإنتاج النفطي المتنامي "للاستثمار في تقنيات الحد من الكربون والوقود الأخضر".

وتُشير الصحيفة البريطانية إلى أن شركة "أدنوك" تعمل على توسيع إنتاجها من النفط في الإمارات، رغم تحذير وكالة الطاقة الدولية من إقامة مشاريع  جديدة للنفط والغاز، لأنها ستؤثر على هدف تحقيق صافي انبعاثات كربون صفرية بحلول عام 2050.

كذلك في فبراير الماضي، أجرى مستخدم يحمل اسم Junktuner عدداً من التعديلات على صفحة ويكيبيديا الخاصة بقمة المناخ، وأكد فريق "كوب 28" أن رئيس التسويق، رمزي حداد، هو صاحب حساب Junktuner، فيما لم يكشف حداد عن علاقته بالجابر إلا بعد استجوابه من أحد المشرفين.

وتتضمن صفحة ويكيبيديا الخاصة بقمة المناخ تصريحاً من منظمة العفو الدولية يقول: "ليس معقولاً أن يكون سلطان الجابر وسيطاً صادقاً في محادثات المناخ في الوقت الذي تخطط فيه الشركة التي يرأسها لإحداث المزيد من الأضرار المناخية".

أسفل هذه العبارة، أضاف حداد اقتباساً من مقال افتتاحي لوكالة "بلومبرغ" جاء فيه أن "الجابر هو بالتحديد نوع الحليف الذي تحتاجه حركة المناخ"، وأضاف أيضاً روابط موقع الجابر وحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.

كتب المشرف إلى حداد: " طبيعة تعديلاتك، مثل تلك التي أجريتها في صفحة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2023، تعطي الانطباع بأن لك مصلحة مالية غير معلنة في الترويج لموضوع ما. والمروجون المدفوع لهم لا يُحبذ إطلاقاً أن يضيفوا تعديلات مباشرة على المقالات".

من جانبه، قال متحدث باسم "كوب 28": "كوب 28 حريصة على ضمان دقة وصفها على الإنترنت لرئاسة كوب 28 في جميع المنصات عبر الإنترنت، بما يشمل ويكيبيديا"، وأضاف أن جميع هذه التعديلات "مصحوبة بأدلة".

شارك في هذه التعديلات أيضاً مستخدم تدفع له شركة "مصدر"، وهي شركة الطاقة النظيفة المملوكة لحكومة أبوظبي، التي كان الجابر رئيساً تنفيذياً لها، والآن رئيس لمجلس إدارتها.

حاول المستخدم إبراز دور الجابر على صفحته في اليوم التالي لكشف صحيفة الغارديان عن تعيينه رئيساً لـ"كوب 28″ في يناير 2023.

أضاف المستخدم أن "هدف الجابر زيادة سعة شركة مصدر من الطاقة النظيفة إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030، لتصبح ثاني أكبر مستثمر متجدد في العالم".

وتقول مروة فطافطة، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في منظمة الحقوق الرقمية Access Now، إن هذه الكشوفات "المقلقة" جزء من محاولات أوسع من الإمارات "لضبط الخطاب" المحيط بالجابر و"تلميع صورته".