تفاعلت أوساط رياضية ورياضيون مع قرار مجلس الشارقة الرياضي، الخاص بحصر المشاركة في فئات المراحل السنية ومرحلة الشباب في البطولات التي ينظمها اتحاد كرة القدم بأندية إمارة الشارقة، على اللاعبين المواطنين وأبناء المواطنات ابتداء من الموسم 2023-2024، وإلغاء خانات اللاعبين الأجانب والمقيمين، والاعتماد على اللاعبين المواطنين وأبناء المواطنات.

وأكد رياضيون أن القرار يعد خطوة إيجابية في الاتجاه السليم، ويصب في مصلحة كرة الإمارات، من خلال منح الفرصة لهذه الشريحة من اللاعبين صغار السن لإبراز إمكاناتهم ومواهبهم وتطوير مستوياتهم الفنية، فضلاً عن أن القرار يهدف كذلك إلى المحافظة على المواهب الإماراتية وحمايتها، وتوفير البيئة والأجواء المناسبة لهم لتفجير طاقاتهم الكروية، وفقاً لما أوردته صحيفة "الإمارات اليوم".

كما طالبوا بتعميمه على جميع الأندية الإماراتية، من أجل منح الفرصة للاعبين المواطنين وأبناء المواطنات لأخذ فرصهم كاملة في اللعب، خصوصاً أن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين الأجانب يلعبون في المراحل السنية بالأندية، ما يحرم اللاعبين المواطنين المشاركة مع الأندية بشكل أساسي.

واعتبروا أن المراحل السنية تمثل القاعدة الأساسية التي تنطلق منها كرة الإمارات، مطالبين في الوقت ذاته اتحاد الكرة باتخاذ قرار يلزم جميع أندية الدولة إلغاء مشاركة اللاعبين الأجانب في مسابقات المراحل السنية.

وقالوا إن "هذا القرار يصب في مصلحة كرة الإمارات، ويجب تقييم مردوده بعد مرور أربع سنوات على تطبيقه على أندية الشارقة، وبالتأكيد فإن المحصلة ستكون إيجابية، إذ سيكون هناك عدد كبير من اللاعبين المواطنين وأبناء المواطنات، سيأخذون فرصتهم كاملة في اللعب، وهذا الأمر سيسهم في تطوير مستوياتهم الفنية وإبراز مواهبهم".

مردود إيجابي على كرة الإمارات

وقال اللاعب الدولي السابق المستشار القانوني، سالم حديد، إن هذا القرار أثلج صدورهم، وهو قرار سليم 100%، كونه جاء في الوقت المناسب، ويحمي اللاعبين المواطنين، وأنه بعد هذا القرار بإمكان أي لاعب مواطن أو من أبناء المواطنات أن يجد فرصته في اللعب في الأندية بدلاً من اللعب في «الحواري»، نظراً لكون اللاعب المواطن لا يجد فرصته في اللعب مع الأندية.

وأكد سالم، أن "هذا القرار صائب، وسيكون له مردود إيجابي على كرة الإمارات، وفي حال اعتمدت الأندية المحلية على مجموعة كبيرة من اللاعبين الأجانب في مسابقات المراحل السنية، فإن كرة الإمارات ستجد نفسها دون المنتخبات الوطنية، لعدم منح الفرصة للمواهب الوطنية في اللعب مع الأندية، لكن هذا القرار جاء في وقته المناسب".

وطالب سالم حديد اتحاد الكرة باتخاذ قرارات تحمي اللاعب المواطن والمواهب الإماراتية في كرة القدم.

وقال: "الآن يحق لكل لاعب في إمارة الشارقة في المراحل السنية أن يفرح بهذا القرار، كونه سيحصل على فرصته الكاملة في اللعب".

قرار ناجح يصب في مصلحة كرة الإمارات 

من جانبه، وصف رئيس اتحاد الإمارات للشطرنج، الدكتور سرحان المعيني، القرار بالسليم، وبأنه يصب في مصلحة كرة الإمارات، كونه يتيح للاعبين المواطنين وأبناء المواطنات الحصول على فرصهم كاملة في اللعب، دون أن ينافسهم على هذه الفرصة لاعبون أجانب في هذه المرحلة العمرية التي تشكل الأساس والقاعدة التي تستند إليها كرة الإمارات بشكل عام.

واعتبر المعيني، هذا القرار من أنجح القرارات في المجال الرياضي، كونه جاء بعد دراسة وتقييم كاملين، مؤكداً أن هذا القرار أعاد كرة الإمارات إلى عام 1990، عندما حقق منتخب الإمارات إنجازاً تاريخياً بتأهله لأول مرة لكأس العالم في إيطاليا.

وأوضح أن هذا الجيل من اللاعبين المواطنين في ذلك الوقت كان يحصل على فرصته كاملة في اللعب مع الأندية التي ينتمون إليها دون أن يكون هناك لاعبون أجانب في مختلف المراحل السنية في الأندية، ما أدى إلى صقل مواهبهم، ورفد منتخب الإمارات بنخبة مميزة من اللاعبين الذين أوصلوا كرة الإمارات إلى كأس العالم.

وشدد المعيني على أهمية تقييم مردود هذا القرار بعد أربع سنوات، معتبراً أن المحصلة ستكون إيجابية، ولمصلحة كرة الإمارات، مؤكداً أن نجاح القرار، وحصول أندية إمارة الشارقة على مكاسب مادية وفنية، سيدفع بقية أندية الدولة إلى تطبيق القرار نفسه.

خطوة في الاتحاد السليم

بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد كلباء السابق، عيسى الذباحي أن هذا القرار يسهم في الارتقاء بكرة الإمارات، خصوصاً أن المراحل السنية تمثل القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها كرة القدم، واصفاً قرار حصر المشاركة في مسابقات المراحل السنية في أندية الشارقة على اللاعبين المواطنين وأبناء المواطنات، وإلغاء مشاركة اللاعبين الأجانب في هذه المراحل السنية، بأنه خطوة في الاتجاه السليم، ويسهم في تطوير المستوى الفني على صعيد أندية إمارة الشارقة، وبالتالي، فإن ذلك سينعكس إيجابياً على كرة الإمارات في المستقبل.

وأضاف الذباحي: "أتمنى أن يقوم اتحاد الكرة باتخاذ قرار مماثل، بحيث يتم تعميمه على جميع أندية الدولة في مسابقات المراحل السنية، حتى يتمكن اللاعبون المواطنون وأبناء المواطنات من أخذ فرصتهم كاملة في اللعب، وإلغاء مشاركة اللاعبين الأجانب في هذه الفئة السنية المهمة جداً".

والخميس، اعتمد مجلس الشارقة الرياضي، توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أندية إمارة الشارقة التي تشارك في البطولات الرياضية بفئات المراحل السنية ومرحلة الشباب التي ينظمها إتحاد الإمارات لكرة القدم، ابتداء من الموسم المقبل (2023-2024)، بإلغاء خانات اللاعبين الأجانب والمقيمين، والاعتماد على اللاعبين  الإماراتيين وأبناء الإماراتيات.

وأوضح المجلس أن القرار اتخذ بناء على ما أعقب ذلك من  توجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

ولفت إلى إنه تم بعد هذه التوجيهات، الشروع في تكوين لجنة عليا، وعقدت العديد من الإجتماعات والمداولات، وإقامة الملتقى الرياضي الأول في الشارقة وماصدر فيه من توصيات لإنزالها على أرض الواقع.

كما وجه التعميم على الأندية حصرية المشاركات للإماراتيين وأبناء الإماراتيات فقط في المباريات التي ينظمها الاتحاد، مع عدم الممانعة لممارسة المقيمين للتمارين والأنشطة في الأندية كممارسين فقط.

وجاء توجيه مجلس الشارقة الرياضي ليمثل الخطوة الثانية بعد التوجيه بإلغاء قائمة اللاعبين الأجانب في كرة قدم الصالات. وتشجيع الأندية لاتقطاب اللاعبين في فرقها السنية، وبما يشكل ترجمة للتوصيات التي تم دراستها، ليتم التنسيق التام بين المجلس والأندية  لبحث آلية إكتشاف المواهب التي يعززها زيادة أعداد اللاعبين المحليين في المراحل السنية لكرة القدم في الأندية.

وبما يعود بالنفع على الأندية واللاعبين معا، ويعكس الرؤية لهذه القرارات، سعيا من مجلس الشارقة الرياضي إلى الإرتقاء أكثر بكرة القدم على صعيد المراحل السنية، والتي تمثل المستقبل على مستوى الإمارة، وعلى مستوى تقديم المواهب للمنتخبات المختلفة.