عاد الأكاديمي والسياسي المثير للجدل عبدالخالق عبدالله مجدداً لمهاجمة مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، والسخرية منه، على خلفية إشادة الأخير بقرار جامعة كويتية يقضي بمنع الاختلاط وفصل الجنسين في الدراسة.

ويوم السبت، وجّه الخليلي، في بيان، التحية لجامعة الكويت على قرارها القاضي بالفصل بين الجنسين في الدراسة ومنع الاختلاط، داعياً الجامعات في الدول العربية والإسلامية أن تحذو حذوها.

ومساء الأحد، نشر عبدالخالق عبدالله على حسابه في موقع "إكس" صورتين لمفتي سلطنة عمان وبيانه، وعلق عليهما قائلاً: "استغرب هذا الطرح من فضيلة المفتي الذي هو نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين احد معاقل جماعة الاخوان المسلمين البائسة".

وأعلنت جامعة الكويت التزامها بتطبيق قرار منع الاختلاط في الفصول الدراسية، وذلك في أعقاب اجتماع عُقد بين رئيس لجنة تعزيز القيم في مجلس الأمة النائب محمد هايف، ووزير التربية والتعليم العالي عادل المانع يوم الأربعاء الماضي.

وعلق الشيخ الخليلي في حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقاً، على القرار: "نحيي تحية إكبار وإجلال جامعة الكويت لخطوتها المباركة في الفصل بين الجنسين في الدراسة؛ مراعاة للفطرة وتربيةً لهما على الحياء والعفة والطهارة."، داعياً جميع الجامعات في البلاد الإسلامية إلى أن تحذو حذو جامعة الكويت.

وتساءل عبدالخالق عبدالله، وهو أحد أبرز السياسيين الليبراليين المناوئين للتيار الإسلامي في الوطن العربي، ساخراً "ان كانت هذه قناعته الشخصية لماذا لا يملك فضيلته جرأة الدعوة الصريحة للفصل بين الجنسين في عمان الرائدة في الدراسة الجامعية المختلطة".

واختتم عبدالله منشوره بهاشتاغ "العالقون في الماضي"، وهي عبارة يطلقها على الإسلاميين المحافظين.

وأثار عبدالخالق عبدالله ردود فعل غاضبة، في وقت اعتبر البعض هجومه إساءةً لسلطنة عمان كدولة جارة وصديقة.

وكتب الدكتور خالد بن عدلان: "والله نحن الذين نستغرب جراءتك يا عبدالخالق على الله اولاً في الدعوة الى الاختلاط وما يسببه من امور يندا لها الجبين وقد تم الفصل بين الجنسين حتى في كثير من جامعات العالم لعلمهم ان هذا الاختلاط يؤدي الى امور لا تحمد عقباها".

"ثانياً جراءتك في التدخل السافر في شؤون بلد خليجي له سيادته وقانونه".

"ثالثاً تجرؤك على اهل العلم والصلاح كفضيلة مفتي دولة عمان الشقيقة والذي يعتبر احد المفتين الاجلاء والذي له كلمته".

وقالت منى العدوية: "وضعك نفس وضع كفار قريش لما استغربوا من القرآن وقالوا هذا شعر ووصفوا الرسول بالشاعر المجنون، اختلف الزمان فقط اما اتهام اهل الحق والتشكيك بهم صفة ملازمة للمنافقين، ودس السم في الدسم واضحة حاول تشوف طريقة أخرى لتلعب بعقول الناس".

من جانبه كتب الإعلامي أحمد عطوان: " بارك الله في فضيلة مفتي عمان وفي علمه وانحيازه لدينه وشريعته ، وبارك الله في أهل الكويت حكومة وشعبا لانحيازهم للفضيلة… لا أدري ما الذي يزعجك يا دكتور عبدالخالق أنهم أناس يتطهرون ؟، ولماذا تقحم الاخوان في كل صغيرة وكبيرة وتمنحهم الفضل؟".

وتابع عطوان: "رأي فضيلة المفتي رأي شرعي ولست مؤهلا للرد عليه ولكن يرد عليه أهل الفتوى والعلم الشرعي. ولست مكرها للعمل به ، فلا تبتئس وعش مختلطا بين المختلطين والعاقبة عند الله".

أما العماني فهد المهري فتساءل: "إذا تحدثنا عن الجرأة.. الجرأة هي انك كيف تتهم رجل لدية منصب كبير في الدولة وهو مفتي عام السلطنة بانه يعمل في منظمة اخوانية.. وهي منظمة اتحاد العالمي لعلماء المسلمين... وهل ممنوع منه ابداء رأيه؟؟".

وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها عبدالخالق عبدالله مفتي سلطنة عمان، فقد انتقده في أغسطس 2021؛ عندما هنأ الخليلي حركة طالبان بعودتها إلى السلطة في أفغانستان، والنصر على الولايات المتحدة.

وفي مارس الماضي  قال عبدالله إن الخليلي والداعية الكويتي عثمان الخميس "العالقين في الماضي يقودان اتباعهم باجتهادات فقهية تنتمي لعصور الظلام وتعطل حداثة المجتمعات الخليجية التي تركز على الحاضر وتتجه نحو المستقبل بفكر عقلاني وواقعي وعصري متسامح ومنفتح على العالم".

يشار إلى أن قرار جامعة الكويت قد أثار قسم الشارع الكويتي بين مؤيد ومعارض للقرار، في حين حذر عدد من النواب بمجلس الأمة، وزير التربية والتعليم العالي من التراجع عن قرار منع الاختلاط بسبب ضغوطات تمارَس عليه.