استطلاع: 29 % من الإماراتيين يؤيدون الإخوان و44 % منهم يؤيدون حماس
أبوظبي
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
26-10-2014
أظهرت نتائج جديدة لاستطلاعات رأي أُجريت من قبل شركة محلية رائدة في مجال المسح التجاري في المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وبتكليف من معهد واشنطن في أيلول/ سبتمبر، عن تأييد 31 % من السعوديين، و34 % من الكويتيين، و29 % من الإماراتيين لجماعة الإخوان المسلمين، بالرغم من عداء هذه الدول المعلن للتنظيم.
واعتبر ديفيد بولوك، وهو زميل في معهد واشنطن ومدير منتدى "فكرة"، هذه النتائج بأنها إشارة إلى أن هذا المستوى هو أعلى بكثير مما كان متوقعا، نظرًا لأن الحكومتين السعودية والإماراتية كانتا قد صنّفتا جماعة "الإخوان" على أنها "منظمة إرهابية"، وشنّتا حملة عنيفة جدا ضدها، في وقت سابق من هذا العام.
واعتمدت استطلاعات المعهد على مقابلات شخصية أجريت مع عينة احتمالية جغرافية تمثيلية على الصعيد الوطني، شملت 1000 مشارك من كل دولة، ما يعني أنها تتضمن هامش خطأ إحصائي يبلغ حوالي 3 % زيادة أو نقصانا.
واقتصر الاستطلاع على المواطنين فقط في كل بلد؛ أما العمال الأجانب، الذين يفوق عددهم عن عدد المواطنين باثنين إلى واحد في الكويت وأربعة إلى واحد في الإمارات، فقد تم استثناؤهم من العينات.
وفي هذا السياق أوضح الناشط الخليجي عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات العربية المتحدة والمشرف العام على التقرير الإستراتيجي الخليجي، على نتائج الاستطلاع في حسابه بـ"تويتر"، بالقول: "أن تكون نسبة التأييد للإخوان 29% في الإمارات بعد كل الحملة الإعلامية والرسمية والشعبية المكثفة ضدهم؛ نسبة تستحق وقفة وقراءة متأنية.
وأشار التقرير الذي نشر اليوم الأحد إلى أن استمرار الدعم الشعبي غير المتوقع لـ "جماعة الإخوان"، التي هي حركة إسلامية معارضة، يساعد على تفسير سبب القلق الكبير الذي تشعر به هذه الحكومات من هذا التأييد، ولماذا تستمر في حملاتها الشديدة جدا ضدها.
ويساعد التقرير على تفسير سبب الدعم القوي الذي توفره هذه الحكومات للحكومة المصرية الحالية، ولماذا تحاول هذه البلدان الضغط على قطر بكل السبل للحد من دعمها لـ "الإخوان" على الصعيد الدولي. كما أن ذلك يساعد على تفسير المسارات المتباينة التي تتخذها دول "مجلس التعاون الخليجي" المنقسمة بينها في جهودها المنفصلة لدعم المعارضة السورية.
"حماس" تحصل على النصيب الأكبر:
وفي ذات السياق ومقارنة مع "الإخوان المسلمين"، فإن حركة "حماس"، الفرع الفلسطيني لـ"الجماعة"، حصلت على تأييد أكبر من قبل مواطني هذه الدول حيث يدعمها: 52 % من السعوديين، و53 % من الكويتيين، و44 % من الإماراتيين.. (بالمقارنة، تحصل السلطة الفلسطينية في رام الله على نسبة أقل إلى حد ما، حوالي 40 في المائة في البلدان الثلاثة التي شملها الاستطلاع).
وبالنظر إلى خيار الدروس المستفادة من حرب غزة التي دارت في الصيف الأخير، فقد أظهر الاستطلاع أن أقل من نصف الذين شملهم الاستطلاع في كل بلد يقولون إنه من المرجح أن تؤدي التكتيكات العسكرية التي استخدمتها "حماس" إلى هزيمة "إسرائيل" بشكل حاسم في المستقبل.
ويبين الاستطلاع أن هناك أقلية كبيرة جدا في كل بلد (40-45 %) توافق على أن سياسة "حماس" تؤدي إلى الإضرار بالفلسطينيين أكثر من جلب المنفعة لهم، وتنعكس هذه المواقف المختلطة لعموم السكان في وجهات نظرهم حول مختلف القوى الإقليمية.
وكشف الاستطلاع عن وجود انقسام في أوساط الكويتين بالتساوي تقريبا في تقييماتهم الإيجابية أو السلبية لسياسات الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة - التي تعارض كلا من "الإخوان المسلمين" و"حماس"؛ كما أنهم منقسمون على نحو مماثل حول حكومتي تركيا وقطر، اللتين تدعمان كلا المنظمتين. فلدى الإماراتيين آراء تنقسم فيما بينها بالتساوي حول تركيا وقطر، ولكنها تتعاطف بصورة أكثر إيجابية مع مصر: 60 % إيجابية مقابل 37 % سلبية.
وكذلك ينقسم السعوديون حول تركيا، حيث إن لديهم آراء سلبية بصورة محدودة تجاه قطر (45 % مقابل 53 %)، بينما هم أكثر تعاطفا تجاه مصر، بهامش اثنين إلى واحد: 64 % لذوي الآراء الإيجابية مقابل 33 % للآراء السلبية.
في مقابل ذلك كشفت النتائج أن تنظيم "داعش" لا يكاد يملك أي دعم شعبي في ثلاث من دول الخليج العربي، فهناك 5 % فقط من السعوديين - وحتى عدد أقل من الكويتيين والإماراتيين، عبّروا عن وجهة نظر إيجابية تجاه "تنظيم الدولة" في العراق والشام (داعش)، وهو أقل بكثير مما أشارت إليه بعض التقارير المثيرة للاهتمام والمستندة على الأخبار المتناقلة - من بينها "استطلاع" للرأي غير علمي كليا ومثير للقلق، نُشر في العناوين الرئيسة في الصحافة العربية في مطلع الصيف الماضي.
وبينت هذه النسبة، خلافا للاعتقاد الخاطئ تماما، إلى أن التحالف الجديد ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة يستند إلى أسباب قوية، على الأقل فيما يتعلق بالرأي العام في الخليج العربي. وبالطبع، فحتى أقلية صغيرة من أنصار "تنظيم الدولة "- الذين يعبرون عن تأييدهم علنا وبوضوح أو بصورة عنيفة - بإمكانها أن تسبب مشاكل خطيرة في أي من هذه البلدان (أو غيرها).