افتتحت المملكة المتحدة مركزاً عسكرياً دائماً، في قاعدة "المنهاد" الجوية على بعد 24 كم جنوب إمارة دبي التي تتبع القوات الجوية الإماراتية.
يأتي ذلك في خضم التوتر بين لندن وواشنطن وحلفائها الغربيين وبين إيران، وتزايد هجمات جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من طهران في البحر الأحمر.
وحسب موقع ديفينس بوست الأمريكي المتخصص في الدفاع، فإن المرافق في الموقع -الذي أطلقت عليه "دونيلي لاينز"- هي عبارة عن مقر ومركز للإقامة ومساحات رعاية لدعم مقاتلي سلاح الجو الملكي المتمركزين في البلاد.
وتضمن حفل الافتتاح، الذي ترأسته أميرة ملكية بريطانية، تحية طيران مشتركة من فريق الفرسان للعروض الجوية بالقوات الجوية الإماراتية، بطائرة مقاتلة خفيفة من طراز MB-339 وطائرة النقل العسكرية من طراز A400M Atlas في لندن.
وقال سلاح الجو الملكي البريطاني إن "وجود الموقع العسكري يمكّن المملكة المتحدة من الحفاظ على حريتنا في العمل وقدرتنا على إجراء العمليات من الإمارات، مما يعزز مرونتنا التشغيلية".
وكانت تقارير أشارت إلى أن الإمارات رفضت استخدام القواعد العسكرية الأمريكية في استهداف جماعة الحوثي في اليمن. وسبق أن رفضت سلطنة عمان استخدام أراضيها لقصف المتمردين المدعومين من إيران، واضطرت إلى استخدام قاعدة عسكرية في قبرص لشن جولتين من الهجمات ضد الحوثيين في اليمن.
ولا يعرف ما إذا كان الموقع البريطاني الجديد في الإمارات سيشارك في الهجمات ضد الجماعة الموالية لإيران في المنطقة.
وأضاف سلاح الجو الملكي: "إن استثمارنا المستمر هنا هو مثال آخر على التزام المملكة المتحدة بأمن المنطقة والتزام ملموس بالعمل من أجل السلام والأمن والاستقرار، والعمل جنبًا إلى جنب مع حلفائنا في الإمارات".
ووفقاً لسلاح الجو الملكي، فإن المركز البريطاني في المنهاد يعد "جزءاً أساسياً من البصمة العالمية للمملكة المتحدة".
وأضاف: يعد الإطلاق أيضا تأكيدا على "الوجود الدائم" للبلاد عبر الأراضي الدولية "في عالم لا يزال غير مؤكد ويعاني من أوقات مضطربة".
وتم خلال الحدث تنظيم عرض وجولة وإحياء ذكرى الرقيب ويليام دونيلي الذي يحمل المركز الاسم نفسه. والتقت الأميرة الملكية بأسرة الجندي الراحل وأفراد المنهاد أثناء التوقيع على علم دعم القوة المشتركة القديم للقاعدة.
كان ويليام دونيلي ملاحاً في القوات الجوية وقد توفي عام 1943 خلال الحرب العالمية الثانية في الفجيرة، على بعد 57 ميلاً (121 كيلومترًا) شرق المنهاد.
وقاعدة المنهاد الجوية التي تديرها دولة الإمارات المقر الرئيسي لقوة العمل المشتركة 633 التابعة لقوات الدفاع الأسترالية والتي تدير عملياتها في الشرق الأوسط.
وتعد القاعدة "مركزًا مهمًا لشركاء التحالف، وقوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان، بما في ذلك الأستراليون والهولنديون والكنديون والبريطانيون والنيوزيلنديون".
وتم استخدام القاعدة على نطاق واسع من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني خلال عملية إخلاء المملكة المتحدة من كابول في عام 2021.
ويُعتقد أن العديد من الدول الأجنبية استخدمت قاعدة المنهاد الجوية منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لدعم سلسلة التوريد اللوجستية لعملياتها العسكرية في أفغانستان.
ويعد استخدام قاعدة المنهاد الجوية مسألة حساسة بالنسبة لحكومة دولة الإمارات، التي تفرض اتفاقية دبلوماسية تنص على عدم قيام جيوش الحكومات الأجنبية بالإعلان عن الدولة المضيفة أو موقع عملياتها في دولة الإمارات بسبب " الحساسيات المحلية" بشأن السماح بوجود عسكري أجنبي داخل حدودها.