قال الكاتب الصحفي الإماراتي محمد يوسف، إن تجميد الاتفاقات والعلاقات مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، وقطع الوساطات والاتصالات، كفيلة بوقف غطرسته وتكبره على الجميع وإعادته إلى صوابه.
وأضاف الكاتب في مقال له تحت عنوان: حبل الصبر له حدود، نشرته صحيفة "البيان" الحكومية، أن نتنياهو يحتاج إلى هزة قوية حتى يعود إلى رشدة، وقد تكون ضمن توبيخ وتحذير، وقد تكون من خلال عقوبة على أفعاله، وهذه لن تأتي من إدارة بايدن وفريقه المنحاز.
وأكد أن هناك خطوات وقرارات يجب أن تفرض، على نتنياهو سواء وافق على مقترحات الهدنة المطروحة لتخفيف معاناة غزة وأهلها أو لم يوافق.
وتتمثل هذه الخطوات وفق رأي الكاتب يوسف، بـ" وقف إطلاق النار في غزة خلال الهدنة المقترحة، وثانيها توقف قوات الأمن والجيش الإسرائيلي عن اقتحام مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية فوراً، وثالثها رفع الأسلاك الشائكة عن مداخل وأسوار المسجد الأقصى، والسماح لجميع المصلين بالوصول إليه للصلاة".
كما تتضمن "إلغاء قرارات توسيع مستوطنات الضفة، وبناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة للمستوطنين، والسماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق دون تعطيل، براً وبحراً وجواً، وعودة سكان شمال غزة إلى مناطقهم، وفك الحصار، وسحب القوات الهجومية عن حدود رفح، وعدم العودة بعد الهدنة المعلنة إلى الحرب".
وأشار إلى نتانياهو يحتاج إلى سماعه، ليس من بايدن، بل من كل الذين ضرب بوساطتهم ومطالبهم عرض الحائط، (..) وذلك ليعلم بأنه ليس المتفرد بالقرار، وليس المتحكم الوحيد بالأمور، فهناك أوراق كثيرة بيد غيره، ولأن غيره عقلاء، غير مندفعين، فهذا لا يعني أنهم لن يستخدموا إجراءات هم أصحابها، ولا يعني أن حبل الصبر الذي يمدونه لا حدود له!
ورأى الكاتب "أنه لو جمدت الاتفاقات والعلاقات، وقطعت الوساطات والاتصالات، ورفع الجميع أيديهم، سيكون رحيل نتانياهو وقتها هو الحل الإسرائيلي".
ماذا عن موقف أبوظبي من التطبيع؟
وبالرغم من الضغوط المتزايدة لقطع العلاقات مع الاحتلال، تؤكد أبوظبي بين الحين والآخر أنها ستلتزم بقرارها إقامة علاقات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي حتى في الوقت الذي تواصل فيها الحرب والحصار على غزة وسكانها للشهر السادس على التوالي.
ففي تصريح سابق، لمستشار رئيس الدولة، أنور قرقاش، قال إن "اتفاقات أبراهام" ناجحة، وإنها استمرت على المستوى الإستراتيجي بغض النظر عمن يرأس الحكومة الإسرائيلية، مضيفا أن هذه الاتفاقات لم تصمم لحل القضية الفلسطينية.
وأضاف خلال مشاركته في القمة العالمية الأولى للشرق الأوسط المنعقدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة- أنه كان هناك نفوذ على الفلسطينيين وتم إعطاؤهم شيكا على بياض، لكنهم لم يفعلوا أي شيء، حسب تعبيره.
وفي سبتمبر 2020، وقع أبوظبي والمنامة اتفاقات للتطبيع مع كل الكيان الصهيوني قبل أن ينضم إليهما في العام ذاته المغرب والسودان، وعرفت باسم "اتفاقات أبراهام".
وأثارت هذه الاتفاقات غضب الفلسطينيين والشعوب العربية، ووصفوها بأنها "خيانة" وخرق للإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا للسلام مع الاحتلال الإسرائيلي،