أعلنت السعودية، الخميس، إرسال دفعة سابعة من المساعدات الغذائية إلى السودان، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية متصاعدة في هذا البلد الذي يشهد حربا قاربت على دخول عامها الثاني.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن مركز الملك سلمان للإغاثة (حكومي) سيّر من ميناء جدة الإسلامي الخميس، الدفعة السابعة من الجسر البحري الإغاثي السعودي متوجهة إلى ميناء سواكن السوداني.
وتشتمل الدفعة، وفق المصدر ذاته، على حمولة 12 شاحنة مبردة تحوي 14.960 سلة غذائية، بوزن إجمالي 524 طنًا.
وأضافت "واس" أن ذلك يأتي "إسهاما من المملكة في تخفيف آثار الأوضاع التي يمر بها الشعب السوداني حاليًا، وتأكيدًا للدور الذي تضطلع به في مدّ يد العون للدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات، ودليلًا على عمق العلاقات المتينة التي تربط بين البلدين الشقيقين".
وكانت أولى دفعات المساعدات عبر الجسر البحري الإغاثي السعودي توجهت إلى السودان في 2 يونيو/ حزيران 2023.
وتأتي المساعدات للسودان، التي تساهم فيها دول أخرى أبرزها تركيا وقطر والإمارات والكويت ومصر، في ظل حرب متواصلة في هذا البلد بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، منذ منتصف أبريل 2023.
الحرب التي لم تتمكن جهود وساطة عربية وإفريقية من إنهائها، فاقمت حدة الأزمة الإنسانية في السودان وسط تحذيرات من منظمات دولية من تفاقمها أكثر.
ففي 16 مارس الجاري، حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن نصف سكان السودان في "حاجة ماسة" لمساعدات إنسانية، لافتا في بيان عبر منصة "إكس"، إلى أن نحو 3.4 ملايين طفل في هذا البلد يعانون سوء التغذية.
وقال إنه رغم الاحتياج الكبير في السودان فإن "الأزمة المروعة لا تحظى بالاهتمام الدولي الكافي"، مضيفا: "ما يزال ملايين الأشخاص، وخاصة بولايات دارفور، محرومين من المساعدات الإنسانية المباشرة".
وبحسب الأمم المتحدة، فقد نحو 14 ألف شخص حياتهم، ونزح 8 ملايين آخرين جراء الحرب الحالية في السودان، حيث وقعت "أكبر حالة نزوح" بالعالم، وربما ستشهد البلاد "أكبر أزمة جوع" في العالم.
ووفقًا لأحدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمي بتاريخ 5 فبراير الماضي، لا يستطيع 19 مليون طفل سوداني الذهاب إلى المدرسة بسبب الحرب الأهلية، ويحتاج 25 مليون شخص، أي ما يعادل نصف السكان تقريبًا إلى مساعدة، ويعاني قرابة 18 مليون سوداني انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعاني 5 ملايين منهم الجوع.
وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن القاضي بوقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان في السودان، تستمر الاشتباكات بين الأطراف المتحاربة.