أعلنت شركة "مايكروسوفت" و"جي42" للذكاء الاصطناعي التابعة لأبوظبي، أنهما ستتعاونان لاستثمار مليار دولار في مركز للبيانات في كينيا، في إطار جهود توسيع خدمات الحوسبة السحابية في شرق إفريقيا.

وسيعمل مركز البيانات، الذي ستبنيه (جي42) -التي يرأسها مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد- وشركاؤها، بالطاقة الحرارية الأرضية وسيتيح إمكان الوصول إلى منصة أزور التابعة لمايكروسوفت من خلال منطقة سحابية جديدة لشرق إفريقيا؛ وفق رويترز.

وبدأت (جي42) ومقرها أبوظبي، التي استثمرت مايكروسوفت 1.5 مليار دولار فيها الشهر الماضي، في تدريب نموذج ذكاء اصطناعي موسع ومفتوح المصدر باللغتين السواحيلية والإنجليزية.

وذكرت مايكروسوفت، أن مايكروسوفت و(جي42) ووزارة الإعلام والاتصالات والاقتصاد الرقمي في كينيا ستوقع خطاب النوايا الخاص بهذا التعاون غداً الجمعة، في إطار زيارة دولة يقوم بها الرئيس الكيني وليام روتو للولايات المتحدة.

وقالت إن مركز البيانات سيبدأ العمل في غضون عامين من توقيع الأطراف على الاتفاقيات النهائية.

وسيتم بناء المشروع المشترك في مدينة أولكاريا، التي تتمتع بموارد وفيرة من الطاقة الحرارية الأرضية، ويُتوقع تشغيله خلال عامين تقريباً من الآن.

وبعد اكتماله، سيحتاج المركز بأكمله إلى جيجاواط واحدة فقط تقريباً من الكهرباء الوافدة عبر الشبكات، حسبما قال بينج شياو، الرئيس التنفيذي لشركة "G42"، في مقابلة. ولم تذكر الشركات الفترة التي سيستغرقها إكمال المشروع بجميع مراحله أو التكلفة المتوقعة له.

قلق أمريكي

وفي أبريل، وافقت مايكروسوفت على استثمار 1.5 مليار دولار في "G42"، وهي صفقة تمت برعاية إدارة بايدن في محاولة للحد من حصول الصين على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وبموجب الاتفاقية، وافقت "جي 42" على وقف علاقاتها التجارية مع شركات صينية بما في ذلك "هواوي" واستخدام التكنولوجيا الأميركية. ينضم سميث إلى مجلس إدارة "G42"، وستستخدم الأخيرة خدمات السحابة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

وفي وقت سابق اليوم، كشفت وكالة رويترز أن الصفقة تثير القلق في الولايات المتحدة من أن يؤدي النقل المحتمل لرقائق وأدوات متطورة للذكاء الاصطناعي، إلى أخطار على الأمن القومي.

وأكدت الوكالة أن هناك قلقاً يساور بعض المشرعين بسبب "حالة التعتيم" التي تكتنف المفاوضات بين شركتين خاصتين بشأن الشروط والضمانات المتعلقة بنقل التكنولوجيا الأميركية.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، الجمهوري مايكل مكول، لرويترز: "على الرغم من التداعيات الكبيرة على الأمن القومي، فإن الكونغرس لم يتلق بعد إحاطة شاملة من جهة تنفيذية بشأن هذا الاتفاق".

وأضاف: "أشعر بالقلق من عدم وجود وسائل كافية لحماية التكنولوجيا الحساسة أميركية المنشأ من التجسس الصيني، بالنظر إلى مصالح (الحزب الشيوعي الصيني) في الإمارات".

ويقول مسؤولون أميركيون إن أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تشكل مخاطر على الأمن القومي، "من خلال تسهيل هندسة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية"، على سبيل المثال.

وطلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في أكتوبر من صانعي أكبر أنظمة الذكاء الاصطناعي، مشاركة التفاصيل المتعلقة بها مع الحكومة الأميركية.

وللمضي قدما في ذلك، ستتطلب الصفقة موافقة وزارة التجارة الأميركية.

سباق الذكاء الاصطناعي

ويأتي دخول "جي 42" إلى كينيا ضمن جهود أبوظبي لكسب النفوذ الجيوسياسي في إفريقيا، حيث تتنافس مع السعودية لتصبح القوة العظمى الإقليمية في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "جي 42" الصيني بينج شياو إن "G42" ستعمل في كينيا على إنتاج نماذج لغوية كبيرة باللغتين السواحيلية، والإنجليزية، وستضيف لغات إفريقية أخرى في المستقبل.

كما ستعمل الشركة أيضاً على إنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي للزراعة وغيرها من المجالات، وقال سميث إن قسم الأمن السيبراني في مايكروسوفت سيوفر للعملاء الإقليميين الحماية من القراصنة، ويساعد في توفير خدمات النطاق العريض للإنترنت لصالح 20 مليون شخص، أو حوالي 40% من سكان كينيا بحلول نهاية العام المقبل.

واختتم: "يستغرق الأمر عدة سنوات لنحقق عائداً مالياً إيجابياً، ونحن لن نستثمر هناك من أجل تحقيق عوائد على المدى القريب، وإنما نعتقد أنه ينبغي تعزيز تواجدنا في هذه القارة".

اقرأ أيضاً:

رويترز: صفقة الإمارات مع مايكروسوفت "تثير القلق" في الولايات المتحدة

تقرير: صفقة " G42" ومايكروسوفت تأتي ضمن خطط أمريكا لقطع الطريق أمام الصين

تحت غطاء نشر التقنيات الحديثة.. مايكروسوفت تستثمر 1.5 مليار دولار في "G42"