قالت وزارة الخارجية السودانية إن العقار الذي زعمت أبوظبي أنه تعرض للقصف، في العاصمة الخرطوم لم يتم استهدافه البتة، مشيرة إلى أن أبوظبي تحاول من خلال ذلك الادعاء التغطية على دورها في الحرب السودانية الذي وصفته بـ”المشين”.
وأشارت وزارة الخارجية السودانية إلى اطلاعها على ما ورد في بيانات وتصريحات بعض الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والأمين العام لجامعة الدول العربية، حول المزاعم التي وصفتها بالزائفة لحكومة أبوظبي بتعرض مقر سفيرها في الخرطوم لقصف من القوات المسلحة السودانية.
ولفتت إلى أن القوات المسلحة نفت تلك الاتهامات وأكدت التزامها بحرمة المقار الدبلوماسية وكل ما توجبه القوانين والأعراف الدولية.
واتهمت قوات الدعم السريع بالاعتداء على أكثر من 40 مقراً لبعثات دبلوماسية إضافة إلى منظمات دولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة. مشيرة إلى أن بعثة السودان الدائمة في نيويورك قدمت رصد بالخصوص أمام مجلس الأمن.
وأكدت أن من بين تلك المقرات التي استهدفتها قوات الدعم السريع مقر بعثة الإمارات نفسها، مشيرة إلى أنها رغم ذلك لم تصدر منه أبوظبي إدانة بالخصوص.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، أمس الثلاثاء، ألحقته بصورة لمنزل سفير أبوظبي في الخرطوم "إن العقار الذي زعمت الحكومة الإماراتية أنه تعرض للقصف، لم يتم استهدافه البتة، مملوك لمواطن سوداني، تعرض للتصفية على يد قوات الدعم السريع ولا يستخدم كمقر دبلوماسي، حيث انتقلت السفارة الإماراتية إلى مدينة بورتسودان كغيرها من سفارات الدول التي استهدفت مقارها في الخرطوم بعد أن استباحتها قوات الدعم السريع بعيد اندلاع الحرب" التي ذكرت أنها بدعم من أبوظبي التي تدعم قوات الدعم السريع التي "حولت مقرات السفارات إلى ثكنات عسكرية".
وأضافت أنه "في بادرة تشير لسوء استخدام منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، كرر رئيس وفد الإمارات تلك المزاعم الكاذبة الرامية للتغطية على افتضاح دور بلاده المشين في السودان، وانتهاكها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية وكل الأعراف الدولية للتشويش على علاقات السودان بدول الخليج".
وتابعت: “لقد أثبت تقرير فريق خبراء مجلس الأمن أن الإمارات هي مصدر التسليح والتمويل لقوات الدعم السريع وأكدت على ذلك تقارير الإعلام الاستقصائي الدولي والتي كشفت طرق وأساليب توصيل إمدادات السلاح للميليشيات بما في ذلك استغلال شعار الهلال الأحمر الإماراتي لهذا الغرض، كما بينت أن ما لا يقل عن 200 ألف من المرتزقة الأجانب يقاتلون إلى جانب الدعم السريع من الإمارات”.
وأشارت إلى تقديم السودان شكوى مدعمة بالتفاصيل والوثائق لمجلس الأمن ضد أبوظبي، متهماً إياها بالعدوان على السودان، وضلوعها المباشر في كل ما يتعرض له الشعب السوداني من تقتيل وانتهاكات جسيمة.
وقالت الخارجية السودانية إنها تلتزم بشكل كامل بحرمة المقار الدبلوماسية وحمايتها وفقاً لاتفاقية فيينا، مؤكدةً أن سفارة أبوظبي قد انتقلت كغيرها من البعثات الدبلوماسية الأخرى إلى مدينة بورتسودان وظلت تمارس مهامها من هناك دون أي مضايقات، رغم دور حكومتها الذي وصفته ب “المشين” في الحرب على السودان وشعبه.
وكانت أبوظبي قد اتهمت الجيش السوداني بقصف مقر سفيرها في العاصمة الخرطوم منددة باستهداف المقار الدبلوماسية، الأمر الذي نددت به عدد من الدول العربية.
وفي بيان لها، قالت الخارجية الإماراتية إن الاعتداء أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى، مطالبة الجيش بـ"تحمل المسؤولية كاملة عن هذا العمل الجبان".
وأضافت أنها ستقدم مذكرة احتجاج إلى كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة "على هذا الاعتداء من قبل القوات المسلحة السودانية، والذي يمثل انتهاكا صارخا للمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية".
وأعربت الخارجية عن استنكارها الشديد لما سمتها الأعمال الإجرامية، وأكدت رفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القانون الدولي.
واتهم الجيش السوداني أبوظبي مرارا بتقديم الأسلحة والدعم لقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) في الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم، وتنفي أبوظبي هذا الاتهام.