وجه زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، اليوم الخميس، في كلمة نشرتها القيادة العامة للهيئة، "رسالة طمأنة" إلى الحكومة العراقية، أكد فيها أن ما يجري في سوريا لن يمتدّ إلى العراق.
جاء ذلك، رداً على تصريحات الساسة العراقيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بشأن المخاوف مما يجري في سوريا من أنه سيمتد إلى العراق، وذلك بالتزامن مع سيطرة فصائل عملية "ردع العدوان" على مدينة حماة وسط سورية.
وقال الجولاني إن "الأوهام والمخاوف لدى الساسة العراقيين من أن ما يجري في سورية سيمتد إلى العراق خاطئة 100 بالمائة"، وأكد أنه "مثلما نجح العراق ونجح السوداني في النأي بنفسه عن الحرب في المنطقة في الآونة الأخيرة، نشد على يده أن ينأى بالعراق عن أن يدخل في أتون حرب جديدة مع ما يجري في سورية".
وأشار إلى أن "ما يجري في سورية أن هناك شعباً ثار على نظام الأسد المجرم، والآن يقوم بواجبه في الدفاع عن نفسه واسترداد حقوقه من النظام الذي قتل الأطفال والنساء وعذبهم".
وشدد الجولاني على أن "الثورة في سورية ليست معنية بما يجري في العراق، بل على العكس، تطمح لأن يكون هناك علاقات استراتيجية واقتصادية وسياسية وأواصر اجتماعية نعززها في سورية الجديدة بعد زوال النظام المجرم".
وعبّر عن أمله في أن ينأى "الساسة العراقيون، وعلى رأسهم السيد محمد شياع السوداني، بالعراق من الدخول في المهاترات، وأن يمنع الحشد الشعبي العراقي من إرسال قواته إلى سورية للوقوف في صف نظام الأسد المجرم".
وكشفت ثلاثة مصادر عراقية مطلعة في العاصمة بغداد، اليوم الخميس، لـ"العربي الجديد"، أن الأسد طلب من السوداني دعماً لمواجهة قوات المعارضة السورية التي تواصل تقدمها.
وأقرت قوات النظام السوري، مساء الخميس، بخسارتها لمدينة حماة الاستراتيجية، رابع كبرى مدن البلاد، بعد وقت قصير من إعلان فصائل المعارضة دخولها إلى أحيائها لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وقال جيش النظام السوري، في بيان، إنه "خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات" تمكنت المعارضة "من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها"، مضيفاً: "حفاظاً على أرواح المدنيين، قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة".