مع إعلان وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، عودة رئيس مجلس القيادة في اليمن رشاد العليمي، من أبوظبي إلى عدن أمس الخميس، "دون أي لقاء رسمي"، شنت وسائل إعلام يمنية هجوما لاذعاً، متهمة أبوظبي بتجاهل زيارة العليمي، وترتيبات لقائه بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، كما أفادت وكالة "سبأ"، في خبر الزيارة.
في يوم الجمعة- 29 نوفمبر الماضي-وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى أبوظبي لعقد مباحثات مع صاحب السمو محمد بن زايد رئيس الدولة حول تطورات الوضع باليمن.
وذكرت حينها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن العليمي "وصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي ، في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حول مستجدات الوضع اليمني، والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وآفاقها الواعدة على مختلف المستويات".
وأشار العليمي إلى "أهمية هذه الزيارة لدولة الإمارات المتزامنة مع احتفالات الشعبين الشقيقين بأعيادهما الوطنية، والمتغيرات المحلية والإقليمية ، والجهود المطلوبة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في اليمن والمنطقة"، حسب (سبأ).
زيارة رئيس مجلس القيادة اليمني العليمي تزامنت مع أزمة اقتصادية غير مسبوقة يعاني منها اليمن، وسط تراجع قياسي للعملة المحلية في مناطق نفوذ مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا.
"زيارة رسمية" بلا مباحثات
وحسبت تقرير لموقع "المهرية نت" اليمني، فإن زيارة العليمي إلى أبوظبي كانت من أجل الحصول على دعم مالي للتعامل مع الأزمة المالية الحالية التي تعد غير مسبوقة نتيجة استمرار توقف تصدير النفط منذ أكثر من عامين، ضمن تداعيات الصراع بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي.
لكن هذه الزيارة اصطدمت بعدم اهتمام فعلي من قبل القيادة الإماراتية التي أوفدت وزير العدل عبدالله سلطان النعيمي لاستقبال العليمي في مطار أبوظبي، واللافت أن العليمي لم يعقد أي مباحثات مع مسؤولين إماراتيين سواء من قيادات الصف الأول أو الثاني، رغم أن برنامج الزيارة المعلن كان بهدف لقاء رئيس الدولة، وفقا للتقرير.
وبعد أيام من زيارته، قام العليمي بزيارة ما تسمى "واحة الشهداء" ، وكال المديح للإمارات التي قال إنها "قدمت الشهداء من أجل نصرة الشعب اليمني".
وربما هذه الزيارة تأتي وفق رغبة إماراتية لإيصال رسائل بأنها قدمت "تضحيات" في أزمة اليمن، ما يستلزم الحصول على عائد من ذلك. وبدلا من تقديم التهنئة وجها لوجه كونه متواجدا في أبوظبي أرسل العليمي برقية نصية إلى الشيخ محمد بن زايد بمناسبة اليوم الوطني للإمارات.
هل تعمدت أبوظبي الإهمال؟
يشير تقرير "المهرية نت"، إلى أن ثمة من يشير إلى إهمال إماراتي للرئيس اليمني العليمي في زيارته إلى أبوظبي، خصوصا أن رئيس الدولة التقى مسؤولين من دول أخرى قدموا إلى الدولة بعد أن وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
فبعد يومين من وصول العليمي، وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أبوظبي والتقى في نفس اليوم بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ، وحظي باستقبال رسمي كبير مع إقامة مأدبة عشاء تعبيرا عن التقدير الإماراتي للزيارة.
وفي الوقت الذي استقبل العليمي وزير العدل، كان رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد في مقدمة مستقبلي ولي العهد السعودي في المطار بحسب إفادة التقرير.
ويضيف التقرير، أن "الإهمال الإماراتي لزيارة العليمي بما يشير أيضا إلى إلى وجود خلافات في بعض القضايا بين قيادة أبوظبي ورئيس مجلس القيادة الرئاسي، أو وجود خلافات بين العليمي والأذرع الشخصية للإمارات في اليمن كطارق صالح وعيدروس الزبيدي وأبو زرعه المحرمي".
وأضاف التقرير: "ما يؤكد الإهمال الإماراتي لزيارة العليمي وتطورات أزمة اليمن، هو عقد الشيخ محمد بن زايد مباحثات يوم أمس الخميس مع رئيس السنغال باسيرو دوماي في قصر الشاطئ بالعاصمة أبوظبي".
اقرأ أيضاً: