أعلنت المعارضة السورية المسلحة في ساعة مبكرة السبت سيطرتها على مدينة درعا، مركز المحافظة الجنوبية المحاذية للحدود الأردنية، بعد انسحاب قوات النظام السوري، كما تواصل التقدم باتجاه محافظة حمص.
وقالت إدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية في بيان لها إن “مدينة درعا بالكامل أصبحت محررة من قبضة النظام وميليشياته”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان “سيطرت فصائل محلية على المزيد من المناطق في محافظة درعا بما في ذلك درعا البلد وإزرع (…) لتصبح بذلك الفصائل تسيطر على أكثر من 90 بالمئة من المحافظة، وسط انسحابات متتالية لقوات النظام”
وتتمتع مدينة درعا بأهمية رمزية كونها الشرارة التي انطلقت منها المظاهرات الشعبية ضد النظام السوري عام 2011، قبل أن تتحول إلى حرب أهلية بسبب قمع النظام لمطالب الشعب السلمية.
وبشكل عام قالت المعارضة إنها سيطرت على 80% من محافظة درعا.
وكانت الفصائل قد دخلت مدينة حماة الخميس، والجمعة سيطرت على قرية معرزاف شمال غرب المدينة، وعقدت اتفاقا مع أهالي مدينة سلمية بريف حماة الشرقي ينص على "ألا يحملوا السلاح ضدنا وألا ندخل مدينتهم"، بحسب قوات المعارضة.
وأكملت قوات "ردع العدوان" طريقها جنوبا باتجاه حمص، فسيطرت على مدينتي الرستن وتلبيسة اللتين تعدّان بوابتي حمص الشماليتين، وكان ثوار في الرستن قد استبقوا وصول فصائل المعارضة إليها، فهاجموا مواقع للجيش تمهيدا لدخولها.
غير أن الطيران الحربي السوري والروسي حاول إبطاء حركة قوات المعارضة، فقصف جسر الرستن في ريف حمص الشمالي، وشنّ عددا من الغارات على المدينة، كما تعرّض محيطها لقصف مدفعي بعد إعلان المعارضة المسلحة سيطرتها عليها.
وأرسلت القوات الحكومية تعزيزات إلى مواقع حول حمص، ونفذت عمليات وصفتها وكالة "سانا" بأنها نوعية باتجاه الدار الكبيرة وتلبيسة والرستن بريف حمص، بتغطية من الطيران الروسي.
لكنّ إدارة العمليات العسكرية التي تقود عملية ردع العدوان، أكدت سيطرتها على آخر قرية على تخوم مدينة حمص، ووجهت "النداء الأخير" لقوات النظام في المدينة للانشقاق الجماعي والتوجه نحو حماة.
وفي محافظة السويداء جنوب سوريا أيضا، قُتل 3 أشخاص في اشتباكات بين فصائل محلية وقوات الحكومة السورية، قبل أن تسيطر قوات الفصائل على مبنى قيادة الشرطة (مركز الشرطة الرئيسي في المدينة)، وعلى عدد من النقاط العسكرية بالمدينة، وعلى أحد السجون.
وقد غنمت الفصائل المحلية في السويداء 5 دبابات، وأعلنت فرض منع تجوال في المدينة لمدة 24 ساعة، كما انشق عن قوات النظام 250 خلال معارك اليوم في عموم المحافظة.
وشهد شرق سوريا أيضا تطورات مهمة، فقد سلم الجيش السوري مركز محافظة دير الزور لقوات سوريا الديمقراطية، بعد أن سحب قواته المنتشرة في المحافظة، كما انسحب من مطار دير الزور العسكري وسلمه لها أيضا، وذلك بالتزامن مع اقتراب فصائل المعارضة من مدينة حمص.
من جهتها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية انتشار عناصرها في مدينة دير الزور وغرب الفرات بعد انسحاب الجيش السوري منها، ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين عسكريين سوريين أن معبر البوكمال الحدودي مع العراق تسيطر عليه حاليا قوات "قسد".