أصدرت أبوظبي، اليوم الإثنين، بياناً علقت فيه على سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حيث أشارت إلى "متابعتها باهتمام شديد تطورات الأحداث في سوريا"، داعيةً ما أسمته "الأطراف السورية" إلى تغليب الحكمة، عقب سيطرة المعارضة على دمشق.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها، حرص دولة الإمارات على وحدة وسلامة سوريا وضمان الأمن والاستقرار للشعب السوري الشقيق.
ودعت الوزارة "كافة الأطراف السورية إلى تغليب الحكمة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سوريا للخروج منها بما يلبي طموحات وتطلعات السوريين بكافة أطيافهم".
وشددت على "ضرورة حماية الدولة الوطنية السورية بكافة مؤسساتها، وعدم الانزلاق نحو الفوضى وعدم الاستقرار".
وابتعدت الوزارة في بيانها الحديث عن بشار الأسد، الحليف البارز لأبوظبي، أو المعارضة التي أسقطته فجر أمس الأحد.
وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وجاء أول تعليق من مسؤول إماراتي يوم أمس على لسان مستشار رئيس الدولة أنور قرقاش، الذي قال إن التطورات الأخيرة والسريعة في سوريا إشارة واضحة إلى الفشل السياسي لنظام الأسد.
وقال قرقاش خلال المشاركة في ندوة نقاشية بحوار المنامة أمس الأحد: "لا يهمنا اين خلف بشار وهذه نقطة بالتاريخ ولكن الأهم السيادة المناطقية لسوريا التي لازالت مهددة، كما أن هناك مخفي آخر هو الخروج من بوتقة العنف، وثالثا وهي نقطة قلق لان يعمل السوريون معا في مواجهة التطرف والإرهاب".
وزعم قرقاش أن "سياسة أبوظبي باتجاه سوريا منذ البداية كانت الطريقة وقائمة دعم التطور في سوريا وبالعودة إلى 2011 طلب منا النظام ثم المساعدة في التوجه إلى الحاجة ولكن كان يرى أنه يجب أن يحل حالا داخليا من خلال الحوار والنقاش".
وأضاف "الأسد لم يستخدم أي من أطواق النجاة التي رميت له من قبل العديد من الدول العربية بما في ذلك الإمارات ولم يستخدم كل ذلك للإرشاد والتقدم وإجراءات نقاشات النصائح والحوار ولم يحاول أن يصالح تركيا ونصحناه بهذا الاتجاه ولكن كان هناك فشل سياسيا وكان هذا الإنهيار بسبب هذا السياسي".
الجدير بالذكر أن أبوظبي قادت خلال السنوات الأخيرة حراكا سياسيا ودبلوماسيا عربيا ودوليا من أجل العودة للتطبيع مع نظام الأسد.
وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في 27 نوفمبر الماضي، في الريف الغربي لمحافظة حلب، وسيطرت الفصائل على مدينة حلب ومحافظة إدلب، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيراً دمشق.
ومساء الأحد، كشفت وكالة الأنباء الروسية "تاس" أن بشار الأسد، الذي حكم سوريا منذ يوليو 2000، خلفاً لوالده حافظ، وصل مع عائلته إلى العاصمة الروسية موسكو، وتم منحهم حق اللجوء.