أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، على نسف مربع سكني كامل في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
يأتي ذلك فيما أعلن جيش الاحتلال أنه سيوسع نطاق عملياته في شمال الضفة لتشمل 5 قرى جديدة، مؤكدا قتل أكثر من 50 "مخربا" واعتقال أكثر من 110 مطلوبين منذ بدء العمليات.
وذكر أنه فجر 20 مبنى في حي الدمج بمخيم جنين في إطار ما سماها "عملية إحباط الإرهاب" في شمال الضفة الغربية.
ونقلت الجزيرة عن مصادر قولها إن قوات الاحتلال أدخلت شحنات كبيرة من المتفجرات إلى داخل المخيم من أجل نسف المنازل داخله، بعدما أجبرت سكانه على النزوح خلال الأيام السابقة.
ويعتبر حي الدمج أحد الأحياء المعروفة بمقاومته للاحتلال ونضاله ضده منذ سنوات، لا سيما أثناء انتفاضة الحجارة عام 1987 وكذلك خلال اجتياح مخيم جنين في أبريل 2002.
وقالت مصادر للجزيرة إن عملية النسف شملت عددا من الأحياء في جنين، منها -فضلا عن حي الدمج- الحواشين وخلف مسجد الأسير ومنطقة شارع ميهوب.
وتأتي عملية النسف هذه ضمن العملية المتواصلة والتي تدخل يومها الـ13 على التوالي في جنين، حيث يواصل الاحتلال تجريف المنازل، وشق طرق جديدة داخل المخيم، وتحويل عشرات المنازل إلى ثكنة عسكرية، بالتزامن مع انتشار كبير للجيش في مناطق جنين كافة.
حماس تندد
وتعليقا على ما يجري في جنين، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن "استمرار جرائم الاحتلال الصهيوني في جنين ونسف المنازل لن يحطم إرادة شعبنا بل سيزيد صلابة المقاومين".
وأضافت أن "التفجيرات الضخمة في جنين ونسف عدد كبير من المنازل دليل على استمرار حرب الإبادة بحق شعبنا بالضفة الغربية".
وأردفت أن "المحتل يصر على نهج جرائم الحرب التي ارتكبها بغزة في ظل الصمت الدولي وغياب المحاسبة.. وجرائمه المتصاعدة في الضفة تستدعي مزيدا من تصعيد المقاومة".
كما دعت الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولية "وقف جرائم الاحتلال المهددة للسلم والأمن".
توسيع العمليات
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أنه سيوسع نطاق عملياته في شمال الضفة، حيث بدأ بالفعل عملية عسكرية ببلدة طمون الواقعة جنوبي طوباس ودفعت بتعزيزات إلى البلدة، وفق ما ذكرت مصادر فلسطينية للجزيرة.
وأضاف الجيش -في بيان- أن قوات الكتيبة القتالية التابعة للواء "بيسلاح" بدأت عملياتها في طمون، وأنها عثرت على وسائل قتالية ومخازن ذخيرة.
وقالت مصادر إن قوات الاحتلال حولت عددا من المنازل في بلدة الجبل، بطمون إلى ثكنات عسكرية وأجبرت سكانها على النزوح.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الفارعة في طوباس، ودمرت البنى التحتية فيه وسط اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال منعت طواقمه من إسعاف مريض في المخيم.
تشييع شهداء
عل صعيد آخر، يستعد أهالي مدينة جنين ومخيمها لتشييع جثامين 13 شهيدا فلسطينيا قتلتهم قوات الاحتلال خلال الأيام الماضية.
وكانت قوات الاحتلال قد قتلت في أقل من 24 ساعة، 7 فلسطينيين بمحافظتي جنين وطولكرم، شمالي الضفة الغربية.
كما قصفت الحي الشرقي في جنين ومركبة في بلدة قباطية، وهذا أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين.
كما نقلت طواقم الهلال الأحمر مسنا فلسطينيا استشهد برصاص قوات الاحتلال عند مدخل مخيم جنين صباح اليوم.
وفي طولكرم شمالي الضفة الغربية، استشهد فلسطيني بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليه خلال العملية العسكرية المستمرة بالمدينة ومخيمها.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسع منذ السابع من أكتوبر 2023 عملياته بمناطق الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وهذا أسفر عن استشهاد أكثر من 900 فلسطيني، وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.