أدلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بحوار لصحيفة لوبينيون (l’Opinion) الفرنسية تطرق فيه إلى العلاقات المتوترة مع فرنسا وعدد من المسائل الوطنية والدولية الراهنة، كاشفاً عن شرط الجزائر للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الرئيس تبون في هذا الحوار الذي نشر الأحد على الانترنت، وأبرزت صفحة رئاسة الجمهورية، أبرز مقتطفات منه : "حذرت الرئيس ماكرون من أنه سيرتكب خطأ فادحا في قضية الصحراء الغربية". في إشارة إلى اعتراف باريس عمليا بـ"مغربية الصحراء الغربية"، بتبنيها في خطاب ماكرون أمام البرلمان المغربي، المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية المتنازع عليها مع "البوليساريو" تحت سيادة المملكة.
كما أكد الرئيس الجزائري في سياق آخر أن "الجزائر ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في اليوم ذاته الذي ستكون فيه دولة فلسطينية كاملة".
ومن جهة أخرى، شدد الرئيس تبون: "ليس لدي أي نية للبقاء في السلطة وسأحترم الدستور الجزائري"، الذي يقيد الرئيس بولايتين اثنين من خمس سنوات. وكان الرئيس تبون، الذي يقترب من الثمانين من العمر (من مواليد نوفمبر 1945) أعيد انتخابه لولاية ثانية في 2024.
وقد ندّد الرئيس في مقابلته بـ"مناخ ضار" بين الجزائر فرنسا، مشدّدا على وجوب أن يستأنف البلدان الحوار متى عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوضوح عن رغبة بذلك.
وقال إن "المناخ ضار. نحن نضيّع الوقت مع الرئيس ماكرون"، مشيرا إلى أنه يريد تجنّب "انفصال لا يمكن إصلاحه".
وتابع "لا شيء يحرز تقدّما باستثناء العلاقات التجارية. الحوار السياسي شبه مقطوع"، معربا عن أسفه لـ"تصريحات عدائية تصدر كل يوم" عن مسؤولين فرنسيين.
وتشهد العلاقات المضطربة على مرّ التاريخ بين فرنسا والجزائر، أزمة دبلوماسية كبرى منذ تبنّت باريس المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية المتنازع عليها تحت سيادة المملكة.
وتشكل الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي تصنفها الأمم المتحدة ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي"، محور نزاع بين المغرب وجبهة "بوليساريو" المدعومة من الجزائر منذ نحو نصف قرن.
إزاء تدهور العلاقات، قال تبون إنه "موافق بالكامل" على وجوب استئناف الحوار، وهو ما كان تطرّق إليه وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو.
لكنه أشار إلى وجوب صدور تصريحات سياسية قوية بهذا الاتجاه، مشدّدا على أهمية "أن يُسمع الرئيس الفرنسي والمثقفون ومؤيدو العلاقة أصواتهم".
وتابع "لست أنا من يقع على عاتقه هذا الأمر. بالنسبة الي، الجمهورية الفرنسية هي في المقام الأول رئيسها"، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.