أفتى مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بجواز الاحتفال بليلة النصف من شعبان والمعروفة في الإمارات بـ"حق الليلة"، بحسب ما أوردته صحيفة "الخليج" الرسمية اليوم الإثنين.
وذكرت الصحيفة أن فتوى المجلس نصت على أنه يجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان، والمعروف بـ «حق الليلة»، أو (القرقيعان)؛ لأن ذلك من عادات المجتمع، والأصل في العادات الحل والجواز، كما يجوز تقديم الهدايا في هذه الليلة بقصد إدخال الفرحة والسرور خصوصاً على الأطفال والأقارب والجيران، وقد وردت الأحاديث والآثار بفضل ليلة النصف من شعبان واستحب بعض أهل العلم إحياءها بالعبادة، والله تعالى أعلم.
وأوضح المجلس المستندات الشرعية التي تبيح الاحتفال بليلة النصف من شعبان؛ وتُثبت فضل هذه الليلة واستحباب بعض أهل العلم لإحيائها بالعبادة، بحسب الصحيفة.
وذكر قاعدة الأصل في العادات الإباحة فمن المعلوم: أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان يعد من العادات، والأصل في العادات الإباحة؛ لأنها من أمور الدنيا، وقد قال النبي ﷺ: "أنتم أعلم بأمر دنياكم"، وقال تقي الدين ابن تيمية: (العادات: الأصل فيها العفو، فلا يحظر منها إلا ما حرمه الله).
ونوه المجلس إلى قاعدة: "ما سكت عنه الشرع فهو عفوٌ".
وتحدث المجلس في فتواه عن فضل ليلة النصف من شعبان وإحيائها بالعبادة، فقد وردت أحاديث، وآثار عن الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين وتابعيهم والأئمة بعدهم في تبيين فضل ليلة النصف من شعبان، واختلف التابعون في إحيائها بالعبادة بين مثبت ونافٍ لتخصيصها بعبادة من دون غيرها سداً لذريعة البدعة، وذهب جمع منهم إلى الحث على الاجتهاد فيها بصلاة النافلة، وتلاوة القرآن الكريم، والدعاء والذكر، والصلاة والسلام على النبي ﷺ، وصيام يومها فهو من الأيام البيض.
وأشار إلى أنه تُقدم في هذه الليلة الهدايا -خصوصاً للأطفال- وذلك مما يدخل البهجة والسرور على المهدى له، وقد قال رسول الله ﷺ: "أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم..."، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «"تهادوا تحابوا".
وختم المجلس: الحاصل أن فضل هذه الليلة محل اتفاق بين أكثر أهل العلم، ومن أحيا هذه الليلة رجاء الثواب واستناداً للآثار المذكورة فيرجى له القبول، ومن ترك ذلك فلا حرج عليه من دون أن يكون ذلك تجريحاً لغيره أو تحريجاً عليهم فيما اختاروا، والله أعلم وأحكم، والحمد لله رب العالمين.