أعربت السعودية، الجمعة، عن رفضها لأي خطوات أو إجراءات تُتخذ خارج إطار المؤسسات الرسمية في السودان، مؤكدة أن مثل هذه التحركات قد تهدد وحدة البلاد ولا تعكس إرادة الشعب السوداني.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها، موقف المملكة الثابت في دعم أمن السودان واستقراره ووحدة أراضيه، داعية الأطراف السودانية إلى تغليب المصلحة الوطنية والعمل على تجنب مخاطر الانقسام والفوضى.
كما جددت السعودية التزامها بمواصلة جهودها الرامية إلى وقف الحرب وتحقيق السلام في السودان، تماشيًا مع **إعلان جدة** الموقّع في 11 مايو 2023.
وكانت الحكومة السودانية، الموالية للجيش، قد أعربت في 24 فبراير الماضي عن رفضها لما وصفته بالدعم الكيني "العدائي وغير المسؤول" لمساعي قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية.
وتشهد البلاد منذ أبريل 2023 معارك عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف، وتشريد الملايين، وإلحاق خسائر فادحة بالبنية التحتية.
وفي تطور لافت، وقّعت قوات الدعم السريع وائتلاف من المجموعات السياسية والمسلحة ميثاقًا في نيروبي، يمهد الطريق لتشكيل حكومة "سلام ووحدة" في المناطق التي تسيطر عليها القوات. فيما وصف وزير الخارجية الكيني، موساليا مودافادي، الخطوة بأنها "جهد لإعادة السلام والاستقرار والحكم الديمقراطي إلى السودان".
ردود فعل وتحركات دبلوماسية
من جانبها، وصفت الخارجية السودانية هذه الخطوة بأنها "سابقة خطيرة"، متهمة كينيا بتبني ودعم تشكيل حكومة موازية، وهو ما اعتبرته تهديدًا للأمن الإقليمي. وأكدت الحكومة السودانية عزمها اتخاذ إجراءات تصعيدية، تشمل سحب سفيرها من نيروبي، وحظر استيراد المنتجات الكينية، ورفع شكوى ضد كينيا عبر القنوات الدولية.
وفي سياق متصل، حذرت الأمم المتحدة من أن تشكيل حكومة موازية قد يؤدي إلى "مزيد من التشرذم والصراع داخل السودان" ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية التي تعصف بالبلاد.
يأتي هذا التصعيد وسط اتهامات متكررة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة لأبوظبي بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع، وهي اتهامات نفتها أبوظبي مرارًا. كما تزامن توقيع الميثاق في نيروبي مع تقارير عن "تقدم الجيش السوداني في معاركه ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم ووسط السودان".
ومع تصاعد الأزمة، يظل مستقبل السودان مرهونًا بمدى قدرة الأطراف المتصارعة على الجلوس إلى طاولة الحوار، وسط جهود إقليمية ودولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقارب العام.