أحدث الأخبار
  • 02:23 . تقرير: أبوظبي غاضبة من المحادثات الأمريكية مع حماس... المزيد
  • 09:55 . احتفاء أبوظبي بالإسرائيليين.. "تطبيع رمضاني" يكرس الاستيطان ويغسل جرائم الصهاينة... المزيد
  • 05:56 . الحكومة الاتحادية تحدد إجازة عيد الفطر... المزيد
  • 04:19 . قطر والسعودية ضمن أعلى دول العالم استيرادا للأسلحة خلال 2020- 2024... المزيد
  • 01:31 . الحوثيون تعلنون استهداف حاملة طائرات أمريكية للمرة الثانية... المزيد
  • 12:54 . عودة الخلافات الحدودية بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 02:57 . مباحثات عمانية إيرانية بشأن القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 02:56 . الجيش السوداني يسيطر على مناطق بالخرطوم... المزيد
  • 01:58 . روسيا تطلب من واشنطن عدم "استخدام القوة" في اليمن... المزيد
  • 01:57 . طهران ترد على ترامب: لا يحق لواشنطن "إملاء" سياسة إيران الخارجية... المزيد
  • 01:54 . "رويترز": أمريكا تتدخل في اختيار الحاكم الجديد لمصرف لبنان المركزي... المزيد
  • 01:51 . طحنون بن زايد يزور واشنطن غدا الإثنين.. ما هي أبرز ملامح الزيارة؟... المزيد
  • 01:46 . عواصف قوية في الولايات المتحدة تودي بحياة نحو 33 شخصًا... المزيد
  • 10:52 . غارات أميركية تستهدف صنعاء وسط توقعات برد حوثي... المزيد
  • 03:17 . "نيويورك تايمز": 43 دولة مستهدفة بحظر أو تقييد السفر لأميركا... المزيد
  • 03:16 . الأمين العام للأمم المتحدة: هناك ارتفاع مقلق في التعصب ضد المسلمين... المزيد

احتفاء أبوظبي بالإسرائيليين.. "تطبيع رمضاني" يكرس الاستيطان ويغسل جرائم الصهاينة

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 17-03-2025

  • كيف احتفت أبوظبي بالصهاينة في رمضان؟

أقامت فعاليات رمضانية في أبوظبي وسفارتها في تل أبيب، استضافت فيها عدداً من كبار المسؤولين، ومسؤولي الاستيطان في الضفة الغربية.

  • ما سر الفعاليات في رمضان؟

أقيمت الفعاليات تحت مبرر "التقارب الديني والتسامح"، للتجاوز أبوظبي بذلك الخطوط الدينية والوطنية والقومية.

  • لماذا هذا الاحتفاء بالصهاينة؟

تتشارك أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي في العديد من الأهداف، أهمها معاداة التيارات الإسلامية، بما في ذلك حركات المقاومة الفلسطينية.

بين ما يُسمى "التقارب الديني والتسامح"، وبين الارتماء اللا محدود في أحضان الكيان الصهيوني، تتواصل الفعاليات واللقاءات التي تعكس تحولاً متسارعاً في شكل العلاقات بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي، إذ لم يعد التطبيع مقتصراً على الاتفاقيات والعلاقات الاقتصادية، بل امتد ليشمل المستويات المجتمعية والثقافية، وحتى الدينية.

خلال الأيام الماضية من شهر رمضان المبارك، نظمت أبوظبي فعاليات إفطار "تطبيعية"، تحت مزاعم التسامح والتقارب، استضافت خلالها العديد من القادة الصهاينة المتهمين بارتكاب مجازر مروعة وتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة.

سابقة تاريخية!؟

في مأدبة إفطار رمضانية، استضاف المطبع علي راشد النعيمي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، ورئيس لجنة الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية فيه، في منزله بأبوظبي، الأسبوع الماضي، وفداً يضم عدداً من كبار قادة الاستيطان في الضفة الغربية.

ووصفت الصحافة الإسرائيلية الزيارة بـ"السابقة التاريخية"، كونها ضمت مجموعة من قادة ما يسمى بالمجلس الإقليمي للمستوطنات (يشع)، وهو منظمة تضم المجالس البلدية للمستوطنات في الضفة الغربية، وسابقاً في قطاع غزة. وكانت أبوظبي قد روّجت أن اتفاقية التطبيع ستعزز "السلام والاستقرار" في المنطقة، بما في ذلك وقف الاستيطان في الضفة الغربية.

وضم الوفد رئيس المجلس يسرائيل غانتس، والرئيس التنفيذي عمر رحاميم، ورئيس المجلس الإقليمي في تلال الخليل، إيليرام أزولاي، إضافة إلى الحاخام متانيا يديد، رئيس معهد "سفرا" المهتم بالصهيونية الدينية، وأجروا مباحثات مباشرة مع مسؤولين حكوميين في أبوظبي ورجال أعمال وشخصيات مؤثرة.

المطبِّع علي راشد النعيمي يستضيف عدداً من مسؤولي الاستيطان بالضفة الغربية في منزله بأبوظبي

وفي تل أبيب، نظَّم سفير أبوظبي لدى الاحتلال محمد الخاجة "مجلساً رمضانياً ومأدبة إفطار"، ضمت عشرات الإسرائيليين، وعدداً من المسؤولين والسفراء.

وادّعت السفارة أن المأدبة أقيمت "في أجواء جسدت مبادئ الأخوة الإنسانية في هذا الشهر المبارك".

وحضر المأدبة رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا، وهو أبرز سياسي صهيوني يدعم المثلية الجنسية، إضافة إلى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي.

تزامنت هذه الفعاليات مع التصعيد الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع في الضفة الغربية، واستهدف مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس، ما تسبب بنزوح نحو 40 ألف شخص، وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل، وأدى لتدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية.

سفير أبوظبي لدى تل أبيب محمد الخاجة مستقبلاً رئيس الكنيست أمير أوحانا

فماذا نعرف عن ضيوف أبوظبي؟

يتشارك جميع هؤلاء الضيوف الذين احتفت بهم أبوظبي في العمل على توسيع الاستيطان في الضفة الغربية وغزة، وقتل الفلسطينيين، وطردهم خارج الأراضي الفلسطينية، ما يشير إلى دعم أبوظبي لهذه التوجهات.

يسرائيل غانز

شخصية سياسية ذو ميول يمينية متطرفة. يعمل رئيساً لمجلس بنيامين الإقليمي، وهو أكبر مجلس إقليمي في "إسرائيل"، حيث يضم أكثر من 80 ألف صهيوني في 45 مستوطنة بإحدى مناطق الضفة الغربية. وفي مايو 2024، تم تعيينه رئيساً لمجلس "يشع"، وهو الهيئة التمثيلية للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة سابقاً.

ولعب غانز دوراً رئيسياً في تعزيز وتطوير المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة، ودعا مراراً إلى طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية لتوسيع الاستيطان. ويُعرف بموقفه الداعم لتطبيق السيادة الصهيونية على الضفة الغربية، معتبراً أن هذا الأمر ضروري لأمن "إسرائيل" ومستقبل المستوطنات.

يقيم  غانز علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ لتعزيز مصالح المستوطنين، حيث يركز في عمله على تحسين البنية التحتية والأمن والتطوير الاقتصادي في المستوطنات لتعزيز الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية.

عمر رحاميم

الرئيس التنفيذي لمجلس "يشع"، وعمل مستشاراً لوزير المالية الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموتريتش منذ عام 2017، حيث اكتسب خبرة كبيرة في الإدارة العامة ووضع السياسات.

يُركز رحاميم على التخطيط الاستراتيجي لتطوير المستوطنات، وتعزيز أمنها في الضفة الغربية، ودائماً ما يدعو إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة في مواجهة التهديدات الأمنية.

كما يعمل مع رؤساء المجالس الاستيطانية على منع إقامة دولة فلسطينية، ويُشرف على وضع استراتيجيات لضمان استدامة المستوطنات وتكيفها مع أي تغييرات تخطيطية قد تؤثر عليها.

إليرام أزولاي

سياسي وناشط، يشغل منصب رئيس المجلس الإقليمي (جبل الخليل)، الذي يشرف على عدة مستوطنات إسرائيلية في جنوب الضفة الغربية.

قبل توليه رئاسة المجلس، كان أزولاي نشطاً في المبادرات الزراعية داخل المنطقة، وعمل على مصادرة أراضي الفلسطينيين الزراعية، فقد شغل منصب رئيس لجنة الزراعة في المجلس، وعمل مع آخرين على إنشاء مزارع في المنطقة استولوا عليها من الفلسطينيين. ويركز على تعزيز القطاع الزراعي كجزء من الاستيطان الصهيوني.

أزولاي (الثالث من اليسار) يتوسط مجموعة من المستوطنين المتطرفين خلال جولة في إحدى المستوطنات في يناير 2024 (من صفحته على فيسبوك)

الحاخام متانيا يديد

أحد أبرز رجال الدين المؤثرين، معروف بعمله الواسع في مجال التعليم الديني والحوار بين الأديان. ويُدَرِّس الفكر اليهودي، والتلمود.

كما أنه مؤسس ومدير مركز سفرا للتعليم والهوية والذي يخدم المجتمع الصهيوني الديني في "إسرائيل". ويتعاون المركز بشكل وثيق مع وزارة التعليم الإسرائيلية ومع حاخامات مؤثرين وأعضاء كنيست حاليين.

وبالاتساق مع سياسات أبوظبي، أطلق يديد مبادرات لتعزيز ما تسمى "المحبة غير المشروطة" كوسيلة لمواجهة الكراهية.

رئيس الكنيست المثليّ "أمير أوحانا"

رئيس الكنيست الإسرائيلي، وهو "مثليّ الجنس"، عمل محامياً ومسؤولاً سابقاً في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) وسياسي إسرائيلي ينتمي إلى حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو.

يُعتبر أول شخصية مثليّة علنًا تتولى منصبًا وزاريًا في الحكومة الإسرائيلية وأول رئيس كنيست مثلي بشكل علني، حيث يزعم أنه متزوج من شاب يدعى ألون حداد، وأن لديهما طفلين (ولد وبنت) وُلِدا عبر عملية تأجير الأرحام في الولايات المتحدة.

يعد إفصاحه عن ميوله الجنسية سابقة في السياسة الإسرائيلية، خاصة في التيار اليميني.

خدم ست سنوات في جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناصب. وشغل عدة مناصب بارزة في الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك وزير العدل، ووزير الأمن الداخلي.

في ديسمبر 2022، تم انتخابه رئيساً للكنيست، ليكون أول رئيس كنيست مثلي علنياً في تاريخ "إسرائيل". وليس بعيداً أن يستغل التقارب مع أبوظبي للعمل على الترويج للمثلية الجنسية في الإمارات.

تساحي هنغبي

سياسي وخبير أمني بارز، ورئيس مجلس الأمن القومي حالياً. يُعتبر من المقربين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وشغل العديد من المناصب الوزارية الرفيعة في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة خلال ثلاثة عقود.

بدأ هنغبي نشاطه السياسي في صفوف أحزاب اليمين، حيث كان ناشطًا في أحزاب مثل "هتحيا" و"حيروت" و"الليكود". بدأ نشاطه السياسي خلال دراسته في الجامعة العبرية في القدس.

وخلال الحرب الأخيرة على غزة، لطالما صرّح هنغبي بأنها "ستكون قاتلة وطويلة الأمد وقوية".

لماذا هذا الاحتفاء بالصهاينة؟

تتشارك أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي في العديد من الأهداف التي جمعتهما، وأدت بهما إلى توقيع اتفاقية التطبيع في 15 سبتمبر 2020، أهمها معاداة التيارات الإسلامية، حيث يتبنى الجانبان سياسات موحدة ومشتركة تهدف إلى تحجيم نفوذ الجماعات الإسلامية تحت مزاعم أنها تهدد الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك حركات المقاومة في فلسطين.

وتنظر أبوظبي و"تل أبيب" إلى الجماعات الإسلامية كجهات إرهابية، وتعملان على مكافحتها، وقد عملتا على تبادل المعلومات الأمنية حول الإسلاميين بعد مباحثات عديدة، انتهت باتفاقيات في مجال الأمن السيبراني والدفاعي لمواجهة "التهديدات المرتبطة بالإسلاميين". كما تستخدم أبوظبي وسائل إعلامها للترويج للنموذج العلماني في مواجهة الإسلاميين.

ولم يقتصر التعاون بين الجانبين على محاربة النفوذ الإسلامي ضمن المخاوف الأمنية فقط، بل تعدى ذلك إلى الترويج الإعلامي إلى ما يسميه الجانبان "خطاب الاعتدال ومكافحة التطرف".

وفي الوقت الذي ترفع فيه أبوظبي شعارات الحوار والانفتاح، تتركز الأنظار حول هذه الخطوات التي تمثل غطاء لتطبيع أعمق يسعى إلى إعادة تشكيل الوعي والقبول بوجود الصهاينة كأمر واقع، متجاوزةً بذلك الخطوط الدينية والوطنية والقومية.

وبينما يروّج البعض لهذه اللقاءات تحت شعار "التعايش والانفتاح"، إلا أنها تجاوزٌ للخطوط الوطنية والقومية، وخطوة جديدة في مسار التطبيع الذي بات يتجاوز الأبعاد الرسمية إلى المجتمعية والثقافية. فمع كل إفطار يُنظَّم بحضور مسؤولين إسرائيليين، وكل لقاء يُعقد تحت ستار "الحوار بين الأديان"، تتعزز الشكوك حول الأهداف الحقيقية لهذه الفعاليات، وهل هي حقاً دعوات للتسامح، أم محاولات لشرعنة وجود الاحتلال وتطبيع علاقات لم تكن يوماً مقبولة في وجدان الأمة؟