في مقال مهم بعنوان "التطبيع مع العجز: حين تصبح المجازر أرقامًا، وتموت الإنسانية على الشاشة"، انتقد الكاتب والإعلامي الإماراتي أحمد الشيبة النعيمي التخدير العالمي لمعاناة غزة، داعيًا إلى مقاومة جماعية ضد الاستسلام لواقع العنف الممنهج.
وأشار النعيمي إلى كيف تحوّلت مشاهد الدمار اليومي في غزة إلى "نشرات أخبار عابرة"، يُعرض فيها عدد الضحايا كأرقامٍ بجانب أسعار البورصة، قائلًا: "الشهادة رقمًا، والجريمة نسبةً مئوية"، في إدانةٍ لاختزال حياة الفلسطينيين إلى بيانات اقتصادية جافة.
ويلفت المقال إلى تصاعد العدوان الإسرائيلي، مستهدفًا المدارس والمستشفيات، ودفن الأطفال جماعيًا تحت الأنقاض، بينما تُصَفِّيه وسائل الإعلام الغربية كـ"نزاع" بين طرفين متكافئين، محوًا بذلك الفارق الجوهري بين محتلٍّ مسلحٍ وشعب أعزل.
وحذر الكاتب من تواطؤ دولي خطير: "التطبيع الأخطر هو قبول الجريمة كواقع"، موضحًا أن الصمت العالمي يُسهِّل طغيانًا جديدًا، حيث تُقتل الحقيقة والكرامة الإنسانية بدم بارد.
رغم تواطؤ الأنظمة - كما يذكر النعيمي- فإن الشعوب تملك سلاحًا أقوى: "الضمير والقدرة على الضغط"، داعيًا المواطنين العرب والعالم إلى كسر الحصار الإعلامي بتنظيم المسيرات، ومقاطعة الجهات المتواطئة، ومطالبة الحكومات بتحميل إسرائيل مسؤولية جرائم الإبادة.
واختتم النعيمي مقاله بدعوة ملحّة: "غزة لا تطلب الشفقة، بل تطلب العدالة"، مؤكدًا أن مقاومة "التطبيع مع العجز" هي معركة ضد موت الضمير الإنساني قبل الجسدي، فـ**"كل صمتٍ يمهد لمجزرة جديدة".