كلما خفَّت حدة التوتر بين دول مجلس التعاون الخليجى، أثير تساؤل: "هل تتعمَّق عزلة الإخوان؟ فكيف بعد تبلور المصالحة أكثر، وعودة سفراء الإمارات والسعودية والبحرين إلى قطر، التي تعهدت في المقابل بعدم التدخل فى شئون دول المجلس، ووقف الحملات الإعلامية؟
هل يثير ذلك المزيد من الشكوك حول استمرار دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين، خاصة أن هذا الدعم كان أبرز نقاط الخلافات بين الأشقاء الخليجيين، ولا سيما أن السعودية والإمارات تلقيان بثقلهما ضد هذا التوجه، وأن هذا التقارب يأتي بعد يومٍ واحد من وضع الإمارات الإخوان على رأس قائمة التنظيمات التي تعتبرها إرهابية، إلى جانب مؤسسات أخرى قريبة الصلة بالجماعة حول العالم.
في السطور التالية نستعرض أبرز ما قالته الصحف الأجنبية حول تأثير هذه المصالحة على الإخوان:
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال": "إن المصالحة، التي تمت خلال قمة استثنائية في الرياض، تضع حدا للشقاق الدبلوماسي بين السعودية، والإمارات والبحرين مع قطر بعودة سفراءهم"، مشيرة إلى "فتح صفحة جديدة بين ستة أعضاء من مجلس التعاون الخليجي".
وأشارت الصحيفة الأمريكية أن قطر قامت بترحيل عدد من الشخصيات البارزة من الإخوان في محاولة لاستعادة العلاقات مع جيرانها، السعودية والامارات، الذين صنفوا الجماعة كمنظمة إرهابية تشكل تهديدا وجوديا لأنظمتها السياسية".
وقالت "سترايتس تايمز"الأمريكية: "إن قطر هي الدولة الخليجية الوحيدة التي أظهرت دعما للإخوان بعد عزل الجيش للرئيس المصري محمد مرسي في العام الماضي، وفي المقابل قدمت بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي الأخرى مليارات الدولارات لدعم الحكام العسكريين الجدد في مصر"، ونقلت عن المحلل الاستراتيجي ديفيد روبرتس، قوله: "ينظر دوما إلى الدوحة على أنها "عنصرٌ مارِق"، لكن سياستهم الخارجية لم تكن أبدا متحررة".
لكن موقع "ميدل إيست آي" البريطانينقل عن العنود الشارخ،وهو باحث زائر في معهد الشرق الأوسط في كلية لندن، قوله: "إن الافتقار إلى الوضوح بشأن ما تم الاتفاق عليه والطريقة التي دفعت بها قطر إلى هذا الاتفاق يمكن أن يكون مشكلة بالنسبة لأي سياسة توحيد لمجلس التعاون الخليجي في المستقبل"، مضيفا: "لا تعتقد أن لي ذراع قطر بهذه الطريقة لن يكون سيمر دون عواقب، فلا يمكنك فرض الإرادة السياسية الخاصة بك على بلد مجاور كما تفعل مع شعبك".
وبرغم أن حيثيات الاتفاق على المصالحة الخليجية غامضة حتى الآن، فقد قالت صحيفة"جالف نيوز"الإماراتية الصادرة باللغة الإنجليزية نقلا عن مسئول سعودي، رفض نشر اسمه: "إن أعضاء مجلس التعاون الخليجي اتفقوا على إنهاء كل الجهود الداعمة للجماعات المتطرفة بدءا من جماعة الإخوان المسلمين. زاعمة "أن حجر العثرة الرئيسي في الخلاف هو دور قطر الذي لعبته مصر"، مضيفة:"إن وجود الشيخ يوسف القرضاوي في الدوحة لم يعجب قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذي ينظر إليه على أنه عالم مثير للجدل".
من جانب آخر قال الكاتب جوزيف كيشيشيان، وهو كاتب بارز في الشأن الخليجي، حسب- "موقع الجزيرة" باللغة الإنجليزية: "إن جماعة الإخوان المسلمين ليست نقطة الخلاف الوحيدة بين دول مجلس التعاون الخليجي"، مضيفا "هناك قضايا أخرى على المحك، وثمة خلاف كبير بين أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي ينبغي عليهم يجب القيام به مع انتشار المتطرفين سواء في اليمن وسوريا ومصر، مما دفعهم لتقديم تنازلات لمواجهته".