تراوحت ردود الفعل السعودية على تبرئة حسني مبارك الرئيس المصري المخلوع بثورة 25 يناير بين ترحيب رسمي وانتقاد شعبي واسع خاصة من جانب العلماء والمفكرين.
مواقف العلماء
لليوم الثاني على التوالي تتوالى تعليقات عدد من علماء وشيوخ دول الخليج بشأن تبرئة القضاء المصري في زمن الانقلاب العسكري للرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي ومساعديه الستة، من تهم قتل المتظاهرين في ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.
فمن جانبه علق الشيخ عادل الكلباني إمام جامع المحيسن بالرياض و (أحد أئمة الحرم المكي سابقا) على حكم البراءة لمبارك قائلا: "لكل مظلوم لم ينصفه قاضي الأرض التوجه إلى قاضي السماء القادر على إنصافه". جاء ذلك تعليقاً منه على خبر أرفقه على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يعلن تبرئة القضاء المصري للرئيس للمخلوع حسني مبارك وكافة قيادات وزارة الداخلية المصرية من تهمة قتل المتظاهرين أثناء ثورة يناير عام 2011.
وأرفق الكلباني مع الخبر تغريدةً قال فيها: "على المظلوم أن يستأنف عند المحكمة العليا في السماء".
فيما علق الدكتور طارق السويدان الداعية الإسلامي الكويتي المعروف قائلا: "إذا كان الطاغية حسني مبارك وجميع عصابته المجرمة في مصر بريئين من كل الفساد والجرائم على مدى ثلاثين سنة، وكذلك من كل القتل والجرائم التي تم ارتكابها أثناء ثورة ٢٥ يناير العظيمة.. فمن الذي قام بكل هذه الجرائم إذاً ؟!
وكتب السويدان، خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع "فيس بوك": "وبالتالي فإن الثورة نفسها تعتبر خاطئة في نظر القضاء الفاسد، ولا يستبعد أن يحاكم قريباً كل من تظاهر في الثورة!!".
وتساءل قائلاً: "أي مهزلة قضائية تجري في مصر؟ والسكوت عنها سيؤصل للاستبداد لخمسين سنة قادمة، فهل يرضى شعب مصر العظيم بذلك ؟! وهل سيسكت من ثار في ٢٥ يناير وهو يرى ثورته المباركة يتم دفنها ؟!"
المواقف الرسمية
استمرت تهنئة دول الخليج للرئيس المخلوع مبارك بالبراءة في قضايا قتل متظاهري ثورة يناير 2011، وفي قضايا فساد مالي، في الحكم الذي صدر أمس بعد ثلاث سنوات من بدء المحاكمة وقبيل أقل من شهرين على حلول الذكرى الثالثة للثورة.
فقد قالت مؤسسة بروكينجز الأمريكية للأبحاث: إن العائلة السعودية رحبت بحرارة بتبرئة الرئيس المخلوع ونجليه من قضايا قتل المتظاهرين، بما يثبت صحة الادعاء بأن المملكة تتبنى استراتيجية معاكسة لثورة يناير، وجهودها في استعادة الحكم العسكري في مصر التي تعد الحليف العربي الأهم بالنسبة لها، وذلك حسب تقرير لها نشر اليوم على موقعها الإلكتروني.
وكان العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، هو أول الزعماء العرب الذي قاموا بتقديم التهنئة للمخلوع مبارك على البراءة، وذلك في اتصال هاتفي أعلنت عنه الوكالة الرسمية للأخبار أمس.
وفي تغريدة له أيضا، هنأ نائب القائد الأعلى لشرطة دبي، ضاحي خلفان، الرئيس المصري المخلوع على البراءة، قائلا: "يكفي مصر فخراً أن رئيسها الأسبق حسني مبارك كان بإمكانه مغادرتها، وعدم العودة إليها، إلا أنه آثر الامتثال للعدالة، في حين رأينا هروب الإخوان".