نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سيعلى موقعها الإلكتروني مقالا لـ"ميشيل ستيفينز" تناول فيه حديث كثير من الخبراء عن حرب باردة حاليا بين السعودية وإيران حيث يعتبر أي مكسب إيراني في أية قضية إقليمية كبرى خسارة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن أجراس الإنذار بدأت تدق بالنسبة لأسرة آل سعود.
وذكر الكاتب أن السعودية تستخدم حاليا البترول كسلاح في العملية السياسية وتعلم جيدا مدى تأثيره بعدما استخدمته من قبل في حرب 1973م لكن إغراقها للسوق بالبترول الرخيص والإضرار بمصالح دول أخرى في منظمة الدول الكبرى المصدرة للبترول "أوبك" سيسبب ضررا للملكة على المدى البعيد.
وأضاف أن السعودية ترى أن الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني ما هو إلا واجهة لنظام يسعى للهيمنة على الشرق الأوسط ويحاول أن يحظى بقبول العالم له.
وتحدث عن أن توسع إيران في الشرق الأوسط يقلق السعودية أكثر من برنامجها النووي.
وأشار الكاتب إلى التوسع الإيراني في العراق وحماية طهران مع روسيا للنظام السوري الآن الذي أصبح آمنا بعد ظهور تهديد "داعش" في وقت يتوسع فيه الشيعة باليمن على الحدود الجنوبية للمملكة مع استمرار مظاهرات الشيعة في البحرين وهو ما أعطى انطباعا لدى السعودية بأنه يجري خنقها عبر النفوذ الإيراني من جميع الجهات.
وتحدث عن أنه في ظل حالة الفوضى الراهنة فإن إيران تبدو المستفيدة وهو ما دفع المملكة لاتخاذ قرار يبدو أنه انتقاما من طهران، فبدلا من الدخول في مواجهة عسكرية مع الإيرانيين سعت الرياض للبحث عن طرق أخرى للمواجهة عبر العمل على تقليص الأموال التي تدخل إلى الخزانة الإيرانية والتي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على المواد البترولية، حيث تمثل 60% من عائدات الصادرات وشكلت 25% من الناتج الإجمالي المحلي عام 2013م.
وذكر أن إيران لديها التزامات في سوريا والعراق تكلفها شهريا ملايين الدولارات للحفاظ على العمليات العسكرية بالبلدين، كما أن انخفاض أسعار البترول أفقد العملة الروسية 35% من قيمتها منذ يونيو الماضي.
وأكد على أن قتل عصفورين بحجر واحد سياسة ذكية من قبل السعودية خاصة أن مثل هذه النتيجة من غير المرجح بشكل كبير تحقيقيها إذا حدث أي تصعيد عسكري تسعى السعودية لتجنبه.
وأضاف أن السعودية واقعيا لا تستطيع الاستمرار في هذه اللعبة إلا لأشهر قليلة لكن إذا استمرت أسعار البترول في الهبوط فإن المملكة ربما تعيد التفكير مجددا في استراتيجيتها، مشيرا إلى أن المملكة لديها احتياطيات نقدية تصل إلى 741 مليار دولار وسجلت فائضا ماليا وصل إلى 15 مليار دولار في السنة المالية الماضية وهو ما يعني أن المملكة قادرة على سد عجز الموازنة لديها لسنوات قليلة إذا اضطرت لذلك.