ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية: أن المملكة العربية السعودية بعثت برسالة مفادها أنها مصرة على المصالحة بين مصر وقطر بعد فشل جهودها الشهر الماضي في إنهاء ما يمكن وصفه بالعداء بين البلدين.
وأشارت إلى أن تصريحات عبد الفتاح السيسي تعبر عن رغبته في طي صفحة خلافات الماضي في وقت التقى فيه مبعوث أمير قطر بالسيسي، تشير إلى إمكانية إصلاح العلاقات بين الجانبين.
وأبرزت الصحيفة اللقاء الذي حضره خالد التويجري المقرب من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الديوان الملكي، وجمع السيسي بمبعوث أمير قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في القاهرة.
وأفادت أن العلاقات تدهورت بعد الانقلاب العسكري المدعوم شعبياً الذي قاده السيسي في 2013م ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي المدعوم من قطر.
وبينت أن اجتماع السيسي بالتويجري وآل ثاني لم تخرج تفاصيل بشأنه، إلا أن محللين توقعوا أن يسهم في إحداث انفراجه في العلاقات بين الجانبين لكن من غير المرجح حل الخلافات الكبيرة بينهما قريبا.
وقالت الصحيفة إن فضائية الجزيرة مباشر مصر من أهم أسباب العداء المصري لقطر بسبب ما تعتبره مصر انحيازاً من القناة لصالح الإخوان المسلمين.
ونوّهت أن دعم قطر للإخوان أغضب السعودية والإمارات الذين ينظرون للإخوان باعتبارها تهديدا لاستقرارهما الداخلي، مما دفعهما لتعزيز الاقتصاد المصري بمليارات الدولارات بعد الانقلاب.
ونقلت الصحيفة عن "ميشيل وحيد حنا" المحلل بمؤسسة القرن في نيويورك قوله: إن السعودية تحاول تضييق الهوة بين مصر وقطر، لكنهم لا يتطلعون إلى التوصل لتفاهم بقدر سعيهم لتغيير قطر من سلوكها".
وأوضح حنا أن السعودية والإمارات لديهما تطلعات يسعون في الحصول عليها من قطر إلا أن الدوحة من غير المرجح أن تمنحهم ذلك.
كما نقلت عن عمر عاشور المحاضر البارز في جامعة "إكسيتر" البريطانية والباحث غير المقيم بمركز "بروكينجز" في الدوحة أن هناك ما يشبه الهدنة ولكن بدون عواقب كبرى للسياسة الخارجية لمصر أو قطر.
وذكر أن قطر تأمل في وقف حملة التشويه ضد الأسرة الحاكمة من قبل الإعلام المصري، لكن "عاشور" شكك في احتمالية قيام الدوحة بكبح جماح "الجزيرة مباشر مصر".