بالتزامن مع الوساطات والمبادرات التي يجري طرحها لحل الأزمة السورية وفقُا لحل سياسي، تشهد العلاقات الخليجية الإيرانية تحسنًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة خاصة في ظل التحدث عن ترتيبات لعقد مقابلات دبلوماسية بين الرياض وطهران فضلاً عن التوافق في بعض القضايا التي تخص المنطقة.
غير أن الجديد في العلاقات الخليجية الإيرانية هو نشر تقارير تحدثت عن استيراد دولة الكويت الغاز من إيران بعد الزيارة التاريخية الأخيرة التي أجراها أمير الكويت إلى طهران والتغير النسبي لموقف الكويت نحو الأزمة السورية، وقد رصد موقع "البديل" تطور العلاقات الكويتية الإيرانية في الفترة الأخيرة مما جعلها من وجهة نظر مراقبين بأنها بوابة العبور الإيراني إلى منطقة الخليج، وربما إلى العالم العربي بشكل كامل، ويمكن فهم الدور الكويتي من خلال جوانب عدة.
صفقة الغاز بين الكويت وإيران
مؤخرًا تحدثت تقارير كويتية عن محادثات واجتماعات تجري منذ شهور بين الكويت وإيران لإحياء مشروع استيراد الغاز من طهران إلى الكويت عبر خط أنابيب بحري تحت مياه الخليج، حيث قال مسئولين بالحكومة الكويتية إن الملف كان بجدول الأعمال على مستويات عليا بين الوفد المرافق لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى طهران قبل شهور وبين المسؤولين الإيرانيين، وخلال زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الكويت مؤخرا.
وترى الكويت بحسب قراءة الأوضاع أن استيراد الغاز من إيران يعد أحد البدائل القليلة المتاحة لتأمين احتياجات الكويت من الغاز لتشغيل محطات الكهرباء، إلى جانب استيراد الغاز المسال، بعدما وصلت المحاولات الكويتية لمد خط أنابيب من قطر إلى طريق مسدود، رغم المحاولات الحثيثة لإقناع الدول المعترضة عليه.
الكويت والأزمة السورية
على رغم من أن الكويت كانت دائمًا ما تنأى بنفسها من الدخول كمحور مساند لأحد أطراف الأزمة السورية، إلا أن العلاقات بين الكويت وسوريا وصلت في وقت ما إلى حد القطيعة، ولكن في الآونة الأخيرة شهد تحولات من الإدارة الكويتية نحو الأزمة السورية خاصة على الصعيد الدبلوماسي، فجرت تفاهمات جدية بين الكويت والنظام السوري أسفرت عن ما أعلنته وزارة الخارجية الكويتية، وخلال الفترة الأخيرة أعلنت الكويت عن منح تأشيرات دخول لثلاثة دبلوماسيين سوريين للعمل في سفارة بلادهم وإعادة افتتاحها، ونقل محللون أن هذه الخطوة الكويتية السورية جاءت بعد زيارة أمير الكويت إلى طهران ولقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني.
أمير الكويت في طهران
أجرى أمير الكويت خلال شهر يونيو الماضي زيارة هي الأولى منذ عام 1979، في وقت كان ينظر فيه إلى الكويت باعتبارها وسيط لتحسين العلاقات بين إيران ودول الخليج العربي بما في ذلك السعودية، وخلال الزيارة، وقعت إيران والكويت ست وثائق للتعاون المشترك بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وترسيخها، وشملت وثائق التعاون: اتفاقية للشحن والنقل الجوي، اتفاقية للتعاون الجمركي، اتفاقية أمنية، مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الرياضي، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال البيئة، حيث وقعها المسؤولون المعنيون من كلا الجانبين.
وبعد الزيارة بأشهر جرى لقاء جمع بين وزير الاقتصاد الإيراني ورئيس مجلس الوزراء ووزير المالية الكويتي، فيما نشرت تقارير بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 150 مليون دولار سنوياً.
الكويت جسر العبور للخليج
بعد تبادل الزيارات الكويتية الإيرانية أصبحت الكويت ومعها عمان من أكثر الدول التي يتحدث مسئوليها عن ضرورة إنهاء الخلافات الخليجية الإيرانية، حيث كشف عضو مجلس الأمة الكويتي، عبد الحميد دشتي، منذ أسبوعين عن احتمال بدء جهود من قبل سلطنة عمان والكويت للتوسط من أجل تحسين العلاقات بين إيران والسعودية، وقال دشتي: "نظرا للعلاقات الطيبة بين السلطان قابوس سلطان عمان وكل من إيران والسعودية، ومن جهة أخرى فإن أمير الكويت من شأنه أن يؤدي دورا مؤثرا في حصول التقارب بين طهران والرياض، ويبدو أن الجهود لتحقيق التقارب قد بدأت".