حٌسم الصراع الشرس علي شراء شركة «بسكو مصر» للبسكويت والحلويات بين «كلوقز» الأمريكية الإسرائيلية و«أبراج» الإماراتية بعد انسحاب الأخيرة، حيث قالت أبراج الإماراتية أمس الأربعاء إنها ستنسحب من المنافسة على شراء بسكو مصر للصناعات الغذائية بعدما تقدمت الشركة الأمريكية بعطاء أعلي من الإماراتية ثلاث مرات متتالية.
ولم تذكر «أبراج» المتخصصة في صفقات الاستثمار المباشر بالأسواق الناشئة سببا لقرار الانسحاب لكنها قالت إن العملية اتسمت بالتنظيم والشفافية وسلطت الضوء على تنامي اهتمام المستثمرين بمصر، رغم أن الهيئة العامة للرقابة المالية في مصر مددت فترة عروض الاستحواذ على شركة البسكويت والحلويات «بسكو مصر» حتى 11 يناير/كانون الثاني المقبل.
وكان العرض الأخير من أبراج بسعر 88.09 جنيه للسهم بقيمة إجمالية حوالي 142 مليون دولار لكن «كلوقز» رفعت قيمة عرضها بعد ذلك إلى 89.86 جنيه للسهم، فانسحبت الشركة الإماراتية التي دخلت في منافسة محتدمة مع «كلوقز» أكبر منتج لحبوب الفطور في العالم على شراء ما يصل إلى 100 بالمائة من الشركة المصرية.
وتنافست «أبراج» قبل انسحابها كأكبر شركة استثمار مباشر في الشرق الأوسط مع «كيلوج» منذ الشهر الماضي نوفمبر/تشرين الثاني علي شراء «بسكو مصر»، بعدما تقدمت الشركة الأمريكية بعرض للاستحواذ على شركة البسكويت والكعك المصرية.
وتقدمت كل من الشركتين بأربعة عروض ودفعت المنافسة أسعار العروض للصعود بما يزيد عن 20% من أول عرض افتتحت به أبراج الصفقة عند 73.91 جنيه مصري لكل سهم من «بسكو مصر»، حيث وصل السعر حاليا إلي 89 جنية للس
وصدرت عشرات البيانات من عمال شركة «بسكو مصر» ومنظمات عمالية لتشجيع شراء الإمارات لشركتهم ورفض بيعها للشركة الأمريكية التي يصفونها بأنها «إسرائيلية أمريكية»، حيث اتهم مؤيدو الشركة الإماراتية شركة «كلوقز» بأنها «شركة صهيونية»، وظهر دعاة سلفيين مصريين أيضا ليهاجموا «الشركة الصهيونية»، وتضمنت الحملة الدعائية اتهامات للشركة الأمريكية أنها تستخدم مواد مسرطنة في صناعة الحلويات ستضر المصريين، وأنها سوف تستغني عن العمال، الذين يحدد عرض الشراء الاحتفاظ بهم لمدة عام واحد فقط.
وشاركت قوي حزبية وسياسية مصرية وجمعيات أهلية واستهلاكية في الحرب السياسية رافضة للشركة الأمريكية ورافعة شعار الوطنية والعروبة ومؤيدة ضمنا للشركة الإماراتية.
وقال بيان سابق لـ«أبراج» أنها ملتزمة بالاحتفاظ باسم شركة «بسكو مصر» كاسم تجاري يحمل الاسم الوطني الأشهر والأقدم في مجال الصناعات الغذائية في مصر والشرق الأوسط، ما جعل عمال الشركة ومنظمات عمالية وحقوقية ترحب – في بيان مشترك للاتحاد المصري للعمال والفلاحين وحركة الجبهة الشعبية - بإعلان أبراج وتعتبره «انتصار كبير للنضال المدني والحقوقي والإرادة الوطنية في مواجهة رأس المال الأمريكي الصهيوني».
وفي الثلث الأخير من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نشرت إعلانات في الصحف المصرية عن عروض الشراء الإجباري لكامل أسهم أقدم شركة بسكويت وحلوي في العالم العربي «بسكو مصر» التي تأسست عام 1957 وتنتج أكثر من 90 صنفا من البسكويت والكعك، وتملك ثلاثة مصانع و36 منفذا للبيع في مصر، وتصدر إنتاجها لكل الدول العربية ونحو 15 دولة افريقية، فضلا عن أمريكا الشمالية واستراليا وأوروبا، وذلك بحد أدنى 51% من تلك الأسهم، ليندلع سباق ومنافسة حامية بين شركتين دوليتين لشرائها إحداهما خليجية هي شركة «أبراج الإمارات»، والثانية أمريكية هي شركة «كيلوج» أو «كلوقز» الأمريكية.