قال الدكتور يوسف اليوسف أستاذ الاقتصاد بجامعة الإمارات، إن العقلية التي تعاملت بها الحكومات العربية مع الربيع العربي أدت إلى بداية مرحلة سيتضاءل فيها دور الحكومات لصالح المليشيات والطوائف، داعيًا الحكومات العربية جميعها، وخاصة الحكومات الخليجية، إلى مراجعة نفسها قبل فوات الأوان.
وأضاف في تغريدات له على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر": "هذا الفشل في تفهم تطلعات الشعوب يعني أن الحكومات لن تحقق ما تصبوا إليه من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإنما ستساعد في مزيد من الفوضى".
وأشار "اليوسف" إلى أن هذا التخبط هو ما دفع بعض المراقبين إلى تشبيه المرحلة الحالية بحرب الثلاثين عامًا، التي عاشتها أوروبا في بداية القرن السابع عشر.
يشار إلى أن حكومات الخليج تدعم الثورات المضادة لثورات الربيع العربي خوفًا من انتقالها إليهم، فضلًا عن قمعها لمعارضيها، حيث قامت بعض الدول بإلقاء القبض على النشطاء السياسيين وتقديمهم للمحاكمة. وهناك دول أخرى قامت بإغلاق مواقع للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت بزعم أنها تنشر مشاهد "غير أخلاقية" أو تنشر أخبارًا لا تتفق مع الثقافة الوطنية، ومن بين المواقع التي تم إغلاقها موقع الشبكة الليبرالية السعودية الحرة، حيث اتهم رائف البدوي، رئيس تحرير الموقع بارتكاب جرائم عبر الإنترنت.
جدير بالذكر أن حكام الخليج يستأثرون بالحكم وبالديكتاتورية، ومع تساقط الحكم الديكتاتوري في الدول التي قامت بها ثورات الربيع بدأ يهتز حكام الخليج لشعورهم بورطة وتخوفهم من أن تطال تلك الثورات بلادهم، واصبحت تحارب تلك الثورات بكل ما أوتيت من قوة سواء سياسيًا أو عسكريًا أو ماليًا.
ومع انطلاق الثورات العربية بدأت دول الخليج تتخبط في تصرفاتها وقراراتها في تعاملها مع دول الربيع العربي، فناصبت العداء لهذه الدول واتخذت من وصول الإسلاميين إلى سدّة الحكم في تلك الدول ذريعة لحربها المعلنة، خافية وراءها السبب الحقيقي وهو كراهية حصول تلك الشعوب على حريتها واستقلالها-بحسب مراقبين.
والخوف من تحرر الشعوب العربية هو الذي حوّل الإمارات إلى مركز عمليات لمحاربة الديمقراطيات الناشئة باستضافتها للفلول ولشخصيات من الأنظمة المخلوعة، فضلًا عن تخصيصها للأموال الطائلة لقمع ثورات الربيع.