بالتزامن مع تزايد الهموم والمشكلات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه مواطني الخليج بشكل خاص، والعالم العربي بشكل عام، تستضيف الكويت، مسابقة عالمية لاختيار ملكة جمال القطط! حيث ينظم المسابقة النادي الكويتي لمحبي القطط، بالتعاون مع المنظمة العالمية الأمريكية للقطط (TICA)، بأرض المعارض، جنوبي العاصمة الكويت.
وتعد تلك المسابقة هي الأولى من نوعها في بلد خليجي يعاني مواطنوه مؤخرا من مشكلات اقتصادية نتيجة انخفاض أسعار النفط، كما تعد المسابقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وتستمر لمدة يومين على أرض المعارض الدولية في منطقة مشرف بالعاصمة الكويت، حيث تجاوز عدد القطط المشاركة في تلك المسابقة العالمية ما يزيد عن 100 قطة من داخل الكويت وخارجها.
الكويت تهتم بالقطط وتهمل السوريين المتجمدين في المخيمات:
وانتقد مراقبون اهتمام الكويت بالحيوانات وانشغالها بإقامة مسابقات للقطط واختيار ملكة الجمال منها، وصرفها مبالغ تصل لملايين الدولارات على تلك المسابقات، في الوقت الذي ترفض فيه استضافة اللاجئين السوريين الذين يعانون ويلات الصقيع في مخيمات اللاجئين بالأردن ولبنان، مع موت الأطفال وكبار السن تجمدا من كثرة الجليد وانخفاض درجات الحرارة، فضلا عن وقوفها الصامت تجاه ما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة.
وطالب المراقبون أمير الكويت وحكومته بمنح جانب ولو بسيط من دعمه لتلك الشعوب المنكوبة على غرار ما يقدمه للحيوانات الأليفة.
البدون في الكويت أدنى مرتبة من القطط:
أيضا في الوقت الذي ترعى فيه دولة الكويت القطط والحيوانات الأليفة، تتجاهل الاحتجاجات المتصاعدة للمواطنين غير محددي الجنسية الذين يعرفون بـ "البِدون"، وتغفل عن معاناة عشرات الآلاف منهم بسبب عدم حصولهم على الجنسية الكويتية، ومنع أطفالهم من الالتحاق بالمدارس وتلقّي التعليم كباقي المواطنين.
وبدلا من حل الدولة لمشكلات "البدون" تحاول تصدير مشاكلهم لـ"جزر القمر"، وهو ما اضطر البدون للتهديد باللجوء إلى المؤسسات الدولية بسبب رفض الحكومة الكويتية منحهم جنسيتها، وعرض جنسية دولة "جزر القمر" عليهم.
الكويت تواصل استمرار قمعها للمعارضة:
كما يتزامن استضافة الكويت لمسابقة "ملك جمال القطط" مع موجة من القمع الشديد للمعارضة الكويتية، حيث تم اعتقال النائب الكويتي المعارض "حسن الملا" لاعتراضه على استقبال الكويت لقائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي، فضلا عن عشرات الاعتقالات وسحب الجنسيات من قبل معارضين كويتيين.
لجنة تحكيم دولية لمنح القطط الفائزة شهادات تميز!
وبحسب إيمان الخلف - رئيسة النادي الكويتي المنظم لمسابقة القطط - فإن المنافسات بين القطط ستشمل القطط المتنافسة على اللقب الأول لأجمل قط، بمشاركة مختلف الفئات والأعمار من داخل وخارج الكويت، ويشرف عليها طاقم تحكيم دولي يضم 5 حكام دوليين من أوروبا وأمريكا!.
وتتضمن المسابقة العديد من الأنشطة والعروض المختلفة المتعلقة بالقطط ومالكيها من هواة تربية هذه الحيوانات، كما سيكون هناك استشارات طبية من قبل طاقم طبي، إضافة إلى توزيع الإرشادات والمطويات الخاصة بهذه الهواية.
وإضافة إلى تربية الحيوانات الأليفة، وبينها القطط، يربي بعض الكويتيين حيوانات مفترسة، كالأسود والنمور والفهود، رغم الخطورة التي ترافق وجود هذه الحيوانات المفترسة بين الأحياء السكنية.
وتحصل القطط الفائزة في المسابقة على شهادات تثبت هذا التميز، وهو ما يؤهل مقتنيها ببيعها بأسعار مميزة إذا رغب في ذلك، وتتجاوز أسعار بعض أنواع القطط في المزادات الخاصة بها 2000 دولار للقطة الواحدة.