طرحت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية تساؤلاً عن السبب وراء خوف السعودية من الناشط الليبرالي رائف بدوي الذي يواجه عقوبة السجن 10 سنوات والجلد 1000 جلدة فضلا عن عقوبة مالية بنحو ربع مليون دولار.
ولفتت الصحيفة إلى أن المملكة تشن حربا على المعارضة في وقت تسببت فيه قضية رائف بدوي في جذب انتباه العالم فيما يتعلق بوحشية العقوبات في المملكة.
وأضافت أن قضية "بدوي" سلطت الضوء على خوف السعودية من المعارضة، ونقلت تصريحات "هالة الدوسري" الناشطة السعودية لصحيفة "إندبندنت" البريطانية والتي أشارت فيها إلى أن المملكة تسكت الأصوات المعارضة لأنها لا تريد من مواطنيها البدء في التشكيك في الدين أو شرعية النظام أو توزيع الثروة بالمملكة.
وأفادت الصحيفة أن قضية "بدوي" تأتي في وقت ينصب فيه تركيز العالم على حرية التعبير بعد هجمات "شارلي إبدو" بفرنسا، والتي أدت إلى خروج الملايين في شوارع باريس الأسبوع الماضي دعما لحرية التعبير، حيث حضر السفير السعودي لدى لبنان مسيرة تضامنية في بيروت.
ونوّهت الصحيفة بأن مراقبة الإنترنت ليست جديدة على السعودية لكنها زادت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بعد ثورات الربيع العربي في 2011م.
واعتبرت الصحيفة أن قضية الاستقرار وخوف الحكومة السعودية من وصول الاضطرابات في المنطقة إليها وراء تصعيد الحملة ضد المعارضة والتي باتت تهدد الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمواطنين العاديين وذلك نقلا عن "جاسون شتيرن" من لجنة حماية الصحفيين.
وذكرت الصحيفة عن أن المنطقة الشرقية في المملكة التي تقطنها الأقلية الشيعية المهمشة مضطربة منذ 2011م ومطالبهم ليست بعيدة عن المطالب المنتشرة في الشرق الأوسط من إصلاح حكومي ودستور وسلطات كبيرة للمؤسسات المنتخبة.
ولفتت إلى قيام السعودية في 2011م بإرسال قوات إلى البحرين للمساعدة في إخماد المظاهرات الشعبية في ميدان اللؤلؤة بالمنامة، فضلا عن أن الحرب على المعارضة يبدو أنها ستستمر إلا أن الضغوط الدولية ربما تساهم في إطلاق سراح "بدوي".
واعتبرت الصحيفة أن الطريقة الوحيدة لإرسال رسالة واضحة للمملكة بشأن الاحتجاج على قضية "بدوي" ستكون عبر الضغط الاقتصادي خاصة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا.