أغلقت أمس صحيفة «الوطن» الكويتية لمالكها الشيخ علي الخليفة العذبي الصباح بالشمع الأحمر، بعد أن تم إخلاء مبنى الصحيفة في شارع الصحافة من موظفيها، وذلك تنفيذا لحكم قضائي صادر على خلفية مطالبات مالية تصل إلى 50 مليون دينار كويتي بحق الصحيفة، التي تعتبر آخر معاقل المعارضة على الصعيد الإعلامي لتلحق بصحيفة المعارضة «عالم اليوم».
 وتقدم الفريق القانوني للصحيفة في وقت سابق باستشكال لوقف تنفيذ الحكم القضائي الصادر بهذا الخصوص، ولكن تم رفض هذا الاستشكال مما يعني المضي في استكمال الإجراءات القانونية والتي تبدأ بتشميع الصحيفة.
ورأت المصادر أن الوضع المالي لمؤسسة الوطن للطباعة والنشر جيد، وأنها ستعود للصدور قريبا بعد سداد المبالغ المستحقة والتي في جزء كبير منها مستحقة لرئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي الذي يحتكر سوق الورق في الكويت.
وأضافت المصادر: أنه تنفيذا لأحكام أخرى في ذات السياق قامت وزارة التجارة والصناعة بإصدار قرار وزاري يقضي بسحب ترخيص وإغلاق «الوطن ديلي»، مطبوعة بالإنكليزية تصدر عن مؤسسة الوطن للطباعة والنشر تتخذ التوجه نفسه للصحيفة الأم، وأن سبب الإغلاق تم بسبب خسارتهم أكثر من 75 في المئة من رأس المال، مما يعني خسائر ثلاثة أرباع رأس المال المدفوع للمطبوعة وسحب الترخيص كان لأسباب تتعلق بميزانية المؤسسة ومحاولة ترشيد الإنفاق وسداد التزمات المؤسسة المالية.
وكان الخبر انتشر بداية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأول من أشار إليه في تويتر حساب صحيفة «الجريدة» لمالكها محمد الصقر، ولقي الخبر ردود فعل واسعة من المغردين عبر هاشتاغ «إلغاء صحيفة الوطن»، حيث علقت سهيلة البلوشي في إشارة لرئيس مجلس الأمة «مرزوق أصبح كالطوفان يأكل كل من يقف أمامه» فيما رحب عدد آخر منهم بالقرار لدرجة أن حساب «صوت الكويت» علق «إن الله يمهل ولا يهمل».
الجدير بالذكر أن صحيفة «الوطن» أصبحت النافذة الوحيدة للمعارضة وبشكل تصعيدي غير مسبوق تجاه مجلس الأمة والحكومة منذ تقديم الشيخ أحمد الفهد ما يعرف بـ»بلاغ الكويت» للنيابة العامة والذي يتهم فيه رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصرالمحمد ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي بالتآمر على الكويت.