قالت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، إن في السعودية جيلًا جديدًا من النساء بدأن يكسرن التقاليد ويسعين إلى التعليم ولديهن طموح كبير إلى العمل واستقلال قرار الزواج.
وذكرت الوكالة الأمريكية أن النساء في المملكة بدأن يغيرن التقاليد التي كانت تحتم على الفتاة أن تبقى ظلًّا للرجل طوال حياتها، ونقلت عن إحدى الفتيات -وتدعى آمنة فطاني- قولها إنها تبحث عن وظيفة رائعة وحياة مختلفة عن النساء السعوديات من جيل والدتها اللاتي تزوجن في سن صغيرة عادةً بزوج ليس من اختيارهن.
وأضافت الوكالة، الأربعاء (21|1)، في تقرير مطول عن النساء في المملكة، إن فطاني (27 عامًا) التي تدرس الماجستير في جامعة جورج تاون في واشنطن، وتأمل أن تصبح يومًا ما أول وزيرة سعودية للعمل، هي جزء من عدد متنامٍ من السعوديات بين العشرينيات والثلاثينيات من عمرهن، ولسن متزوجات، لكنهن يتابعن طموحهن نحو العمل والتعليم.
وبينت الوكالة أن هذا الاتجاه أزعج المتشددين في المملكة الذين ينظرون إلى ذلك على أنه إهانة لتقاليد المملكة، التي بُنيت على تقاليد قبلية تُعلي قيمة الزواج على ما سواه.
وقالت الفطاني إنها وصديقاتها وصلن إلى قناعة محددة لما يردنهـ، مضيفةً: "أحتاج لشخص يثق بأني قادرة على فعل ما أحتاجه... أستطيع أن أتخذ قراري في أن أطلب المساعدة أو أختار أن أفعل ما أريده بنفسي".
وتقف المرأة السعودية في المنتصف بين اتجاه المملكة نحو تعليم المرأة وحقها في العمل، وبين القوانين التي تمنعها من السفر أو الدراسة في الخارج أو الزواج أو الخضوع لإجراءات طبية محددة بدون إذن من "محرم"، وهو عادةً الأب أو الزوج أو الأخ في حالة غيابهما، وفقًا للوكالة الأمريكية.
ولفتت الوكالة إلى أن ازدياد عدد العوانس في السعودية أزعج رجال الدين الذين بدؤوا يدعون إلى الزواج المبكر والتحذير من عواقب العنوسة وانتشار المحرمات خارج إطار الزواج، مشيرةً إلى أنه وفقًا للتقاليد فإن الفتيات يتزوجن في بداية العشرينيات. ووفقًا لوزارة التخطيط، فإن عدد الفتيات غير المتزوجات في سن الثلاثين بلغ 1.5 مليون فتاة في المملكة عام 2011.
وبحسب الأرقام الحكومية لعام 2011، فإن هناك 3,3 ملايين سيدة فوق سن الثلاثين من بين عدد سكان المملكة البالغ 20 مليون نسمة. وهذا يعني أن 45% من النساء السعوديات فوق سن الثلاثين.
وأشارت إلى أن النساء في المملكة يلعبن دورًا في كبيرًا في الحياة العامة بالمملكة، خاصةً في قطاع التعليم؛ حيث تقول وزارة العمل إن هناك أكثر من 400 ألف موظفة في السعودية مقارنةً بـ55 ألفًا خلال عام 2009.
ومن جانبها، قالت هاتون الفاسي أستاذة تاريخ المرأة في السعودية، إن التعليم غيّر مفهوم المرأة السعودية للزواج، وأعطاها مزيدًا من الثقة بالنفس، مضيفةً: "الآن لا يمكن السيطرة على هذه المواقف".
وخصصت الوكالة جانبًا من التقرير لمناقشة قضية العنوسة في المملكة وأسبابها، ومنها ارتفاع تكاليف الزواج، كما تحدثت عن صعوبات تواجه من يقبلون على الزواج بسبب تقاليد المملكة التي لا تُجيز الاجتماع بين الجنسين، وقالت إنها محصورة في الرؤية وسط الأهل والأقارب، منوهةً بأن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت آفاقًا جديدة أمام الشباب في المملكة للتعارف.