وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الثلاثاء (27|1) إلى المملكة العربية السعودية لتقديم العزاء للعاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز، في وفاة الملك عبد الله في زيارة تبرز أن التحالف الامريكي السعودي يتجاوز المصالح النفطية ويمتد إلى الأمن الإقليمي، وفقا لـ"رويترز".
وقد غادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما العاصمة السعودية الرياض بعد زيارة استمرت ساعات متوجها إلى ألمانيا.
وأعرب أوباما خلال زيارته للملك سلمان بن عبد العزيز، عن بالغ حزنه لوفاة الملك عبد الله، مشيرًا إلى ثقته في ولاية الملك سلمان، موضحاً أن الوفد الأميركي أجرى محادثات مهمة في السعودية
وصرح بن رودز نائب مستشارة الامن القومي الامريكية للصحفيين بأن اوباما يود أن يناقش مع العاهل الجديد الحرب ضد الدولة الاسلامية والموقف الهش في اليمن والمحادثات لإنهاء النزاع الطويل بشأن طموحات إيران النووية.
وجاءت زيارة أوباما التي لم يكن جدول أعماله يتضمنها بينما تواجه واشنطن صراعاً متفاقماً في الشرق الأوسط وتعتمد على الرياض كواحدة من عدد قليل من الشركاء الدائمين في حملتها ضد الدولة الإسلامية التي سيطرت على مناطق واسعة من العراق وسوريا.
وبحسب "رويترز" فقد تفاقم القلق الأمني الأمريكي الأسبوع الماضي بعد سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على الحكومة في اليمن في انتكاسة لجهود واشنطن لاحتواء جناح القاعدة هناك والحد من النفوذ الإقليمي لإيران الشيعية.
كما أن انهيار الحكومة اليمنية يعد مصدر قلق للسعودية لأن بينهما حدوداً مشتركة طويلة وبسبب التقدم الذي أحرزته إيران المنافسة الرئيسية للمملكة السنية على النفوذ الإقليمي.
وعملت السعودية على حشد الدعم العربي للانضمام إلى الدول الغربية في تحركها ضد الدولة الإسلامية وقوبل ذلك بالثناء من واشنطن التي تقدر هي ودول غربية المملكة كسوق هام للمعدات العسكرية.
وترى رويترز أنه بعد وفاة الملك عبد الله يوم الجمعة الماضي سيحاول أوباما تسيير العلاقات بسلاسة مع الملك الجديد سلمان الذي يتولى السلطة بعد فترة شهدت قدرا من التوتر في العلاقات بين واشنطن والرياض.
ومما يظهر إبراز مدى أهمية التحالف السعودي بالنسبة لأمريكا قطع أوباما زيارته للهند التي كانت ستستغرق ثلاثة أيام وتوجه الى الرياض على رأس وفد كبير يضم 30 عضواً من كبار المسؤولين وجمهوريين مخضرمين.
وقال البيت الأبيض إن الجمهوريين جيمس بيكر وزير الخارجية في إدارة جورج بوش الأب وبرنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي للرئيسين جيرالد فورد وبوش الأب سينضمان إلى أوباما لتقديم العزاء في وفاة الملك عبد الله.
كما ترافق أوباما أيضا كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس جورج بوش الابن وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي في نفس الإدارة والسناتور الجمهوري جون مكين الذي عادة ما ينتقد سياسة أوباما الخارجية.
ويضم الوفد أيضا وزير الخارجية جون كيري ومدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان إضافة إلى سوزان رايس وليسا موناكو مستشارتي أوباما.
ونقلت "رويترز" عن صمويل هندرسون الخبير في العلاقات الأمريكية السعودية في معهد سياسة الشرق الأدنى قوله: "بغض النظر عما سيجيئ في البيان الختامي فإن المواضيع المرجحة للنقاش هي سوريا وإيران والدولة الإسلامية وأسعار النفط".
وأضاف "أهم سؤال بالنسبة للرئيس أوباما هو ما إذا كان الملك سلمان وفريق مستشاريه لديهم أولويات تختلف عن أولويات الملك عبد الله".
وكان العاهل السعودي الجديد وكبار الأمراء والمسؤولين السعوديين في استقبال اوباما وزوجته ميشيل وكان من بين المستقبلين ولي العهد الامير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ووزير النفط علي النعيمي.
وعادة ما يحتل الانتقاد الامريكي لسجل السعودية في حقوق الانسان مرتبة متراجعة، ومن المتوقع ان يظل كذلك في الأولويات الامريكية.
وفي مقابلة مع شبكة سي.ان.ان التلفزيونية الامريكية قال اوباما إنه يضغط على حلفاء مثل السعودية في قضايا حقوق الإنسان لكن عليه أن يوازن بين هذا الضغط وبين المخاوف المتعلقة بالإرهاب والاستقرار الاقليمي.
وقال أوباما "ما أجده فعالا مع كل الدول الأخرى التي نعمل معها هو ممارسة ضغط متواصل ومتسق حتى ونحن نقوم بما ينبغي القيام به".
وأضاف "وفي احيان كثيرة هذا يجعل حلفاءنا يشعرون بعدم الارتياح. هذا يشعرهم بالإحباط وعلينا في أحيان ان نوازن بين حاجتنا الى التحدث معهم عن قضايا حقوق الانسان وبين مخاوف وشيكة لدينا متعلقة بمكافحة الارهاب او التعامل مع الاستقرار الإقليمي".
وكانت منظمات دولية لحقوق الإنسان قد انتقدت السعودية لزجها بعدد من النشطاء البارزين في السجن ولقيامها هذا الشهر بجلد علني لمدون.