أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن "دور السعوديّة الإقليميّ لا يمكن تجاوزه، وحماس حريصة دوماً على علاقات إيجابيّة مع المملكة، في ضوء دورها المحوريّ الدبلوماسيّ والسياسيّ، وحتّى الماليّ، في دعم الشعب الفلسطينيّ".
وقال الناطق باسم الحركة في الخارج حسام بدران: "إنّ حماس تأمل في أن يرسم العهد السعوديّ الجديد مع الملك سلمان سياسة أكثر قوّة لدعم الفلسطينيّين، لأنّ السياسة السعوديّة حريصة دوماً على تحقيق تطلّعات شعبنا وقضيّته".
كما تأمل حماس، بحسب تصريحات بدران لموقع "المونيتور" الأمريكي، الجمعة، "أن تؤدّي السعوديّة في العهد الجديد دوراً إيجابيّاً في تخفيف الحصار عن غزّة، وهي تملك إمكانات قادرة من خلالها على أن تقوم بهذا الدور المأمول منها".
وحول علاقة الحركة مع مصر، قال بدران: "لا شكّ في أنّ علاقات حماس في المرحلة الأخيرة مع القاهرة ليست بالصورة التي نرغب فيها. لقد طالبت حماس مراراً بعدم الزجّ باسمها في الأحداث المصريّة الداخليّة، ونحن نرحب بأيّ تحرّك سعوديّ يساهم في تحسين علاقات حماس مع كلّ الأطراف، لأنّها ليست جزءاً من أيّ خلافات عربيّة".
وفيما يتعلق بعلاقات حماس مع إيران، أكد بدران أن حركته "لا تنطلق في علاقاتها الإقليميّة بالاقتراب من طرف على حساب آخر، ولا تريد علاقة مع إيران على حساب السعوديّة، فالحركة بعيدة عن منطق المحاور
مع أو ضدّ، ونحن نرحب بأيّ علاقة لخدمة مشروعنا السياسيّ الوطنيّ".
ولفت إلى أن حماس "تعتقد أنّ هناك مساحة كافية لتقاربها مع إيران والسعوديّة في الوقت نفسه، لأنّ القضيّة الفلسطينيّة كفيلة بأن تجمع الأطراف الإقليميّة حولها، مهما كانت خلافاتها في ملفّات أخرى في المنطقة، لأنّ حماس تأمل بتوافر الرّغبة والإرادة من طهران والرياض وبقيّة العواصم لدعم شعبنا الفلسطينيّ".
ونقل موقع المونيتور، تصريحات لعضو سابق في مجلس الشورى السعوديّ، قال إنه مقرّب من دوائر صنع القرار في المملكة، قال فيها: "إنّ تفاؤل حماس بالعهد الجديد في الرياض قد يكون له ما يبرّره، خصوصاً أنّ الملك سلمان سيكون معنيّاً بترميم الكثير من العلاقات الّتي أصابها بعض التوتّر في المنطقة مع السعوديّة، ومن ضمنها حماس، لكن ليس بالضرورة أن يحصل ذلك في يوم وليلة".
وأضاف في حديث هاتفيّ من جدّة: "ما زال هناك وقت أمام حماس والمملكة للتعرّف على طبيعة سياستهما الجديدة، فالملك لديه أجندة إقليميّة ودوليّة مزدحمة، وحماس قد تكون مطالبة بأن تضيّق ساحة الخصوم والأعداء قبل أن تكسب حلفاء وأصدقاء جدداً في الرياض، وهذا من حقّها، لكنّه ما زال مبكراً".
ولعلّ ما يشجّع حماس على ترميم علاقتها مع السعوديّة، حال التوتّر المتفاقمة في علاقة الحركة مع مصر، خصوصاً بعد أحداث سيناء الأخيرة، واعتبار القضاء المصريّ لكتائب القسّام تنظيماً إرهابيّاً في 1/31، بحسب الموقع، الذي اعتبر أن "حماس" في حاجة إلى وسيط إقليميّ ثقيل العيار مثل السعوديّة، لمحاولة وقف عجلة الصدام مع مصر، وهي تعلم أنّ الرياض تمتلك تأثيراً سياسيّاً واقتصاديّاً كبيراً على القاهرة.