يحاول الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، التغطية على فضيحة التسريبات الأخيرة له عندما كان وزيراً للدفاع وأساء فيها لدول الخليج، فعقب اتصال العاهل السعودي بالسيسي، وبحسب الأخبار المعلنة فقد أكد العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، أن علاقة المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكيرها، لافتاً إلى أن موقف بلاده تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، بحسب "وكالة الأنباء السعودية الرسمية" (واس) وبيان للرئاسة المصرية أمس الأحد.
وبحسب "واس" فقد أعرب "السيسي" عن تثمينه وتقديره البالغ لما عبر عنه العاهل السعودي من مشاعر كريمة ومواقف صادقة.
وأفادت بيانات صحفية رسمية في القاهرة أن السيسي اتصل هاتفيا بالشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وبحثا "عددا من الموضوعات على الساحتين العربية والإقليمية في إطار التنسيق والتشاور المستمر، والذي يعكس عمق ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين."
وأشاد السيسي، وفقا للبيان، بـ"حكمة الرأي وصواب الرؤية" لدى أمير الكويت و"مساندته الدائمة لمصر وشعبها"، مؤكدا حرص القاهرة على "أمن واستقرار الكويت" وأن البلدين يرتبطان بـ"مصير مشترك."
كما أجرى السيسي اتصالاً بالفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات والحليف الأبرز للسيسي، الذي أكد "عمق العلاقات التاريخية والراسخة" بين البلدين، والتي لن تتأثر بما وصفها بـ"أي محاولة فاشلة وحاقدة"،
كما اتصل السيسي أيضا بملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، مشيدا بـ"مواقف مملكة البحرين، التي كانت في طليعة الدول التي أعلنت دعمها لما وصفها بثورة الشعب المصري في 30 يونيو" في حين أكد العاهل البحريني استمرار بلاده في "مساندة مصر، ودفع جهودها التنموية، والعمل سوياً من أجل إنجاح المؤتمر الاقتصادي."
وجاءت هذه التحركات من السيسي بعد يوم من تسجيل صوتي بثته قناة "مكملين" الفضائية، المناهضة للانقلاب في مصر، قالت إنه دار بين "السيسي" (خلال توليه وزارة الدفاع) ومدير مكتبه اللواء "عباس كامل" ورئيس أركان الجيش المصري "محمود حجازي"، وتضمن إساءة لدول خليجية.
وحوى التسجيل، الذي تمت إذاعته السبت، اتهامات تتعلق بدخول جزء من أموال الدعم الخليجي لمصر في ميزانية الجيش، كما تضمن إساءة لبعض دول الخليج، بوصفها "أنصاف دول".
وليس من الواضح ما هو المنطق الذي اعتمد عليه "السيسي" في تبييض وجهه أمام قادة الخليج. في الغالب راهن على عداء الأنظمة الخليجية لجماعة الإخوان، ومن ثم تأكيديه البديهي أن التسجيلات مفبركة من قبل الإخوان بهدف الوقيعة بين دول الخليج ومصر، وهو ما أعلنه رئيس الوزراء المصري فور بث التسريبات.