أحدث الأخبار
  • 04:07 . تقرير: شبكة حسابات تغزو "إكس" للترويج للنموذج الإماراتي... المزيد
  • 01:21 . كيف تجهز جهازك المناعي لمواجهة الشتاء؟... المزيد
  • 01:01 . "طيران الإمارات" تخطط لزيادة رحلاتها إلى الصين... المزيد
  • 12:49 . إصابة 19 شخصا وسط "إسرائيل" نتيجة إطلاق صواريخ من لبنان... المزيد
  • 12:44 . مسؤول: الإمارات الثالثة عالمياً في التصدي للهجمات السيبرانية... المزيد
  • 11:15 . ماكرون يعترف بوقوف فرنسا وراء مقتل الثائر الجزائري "بن مهيدي"... المزيد
  • 10:38 . كيف يمكن أن تؤثر الانتخابات الأمريكية على الإمارات؟... المزيد
  • 10:23 . قمة النصر والهلال تنتهي بالتعادل في الدوري السعودي... المزيد
  • 10:07 . غالبيتهم أطفال.. أكثر من 80 شهيداً في مجزرتين نفذهما الاحتلال بشمال غزة... المزيد
  • 01:19 . مصر تكشف حجم خسائرها بسبب هجمات البحر الأحمر... المزيد
  • 11:15 . فضيحة تهز نتنياهو.. اعتقال مقربين منه سربوا معلومات سرية... المزيد
  • 09:12 . ارتفاع حصيلة المذابح الإسرائيلية بغزة إلى 43 ألفا و259 شهيدا... المزيد
  • 09:05 . كلباء يصالح جماهيره بثلاثية في مرمى العروبة... المزيد
  • 08:56 . الإمارات تُرسل طائرة المساعدات الـ15 للبنانيين... المزيد
  • 06:23 . حماس تكشف موقفها من مقترحات بشأن هدنة مؤقتة... المزيد
  • 11:55 . أبيض الناشئين يواجه نظيره الكويتي اليوم... المزيد

«واشنطن بوست» تبحث في مستقبل الإخوان المسلمين في الخليج

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 14-02-2015

تمر جماعة الإخوان المسلمين بالمرحلة الأكثر صعوبة في التاريخ السياسي منذ الحقبة الناصرية. ولكن؛ خلافا لفترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي فإن الإخوان لا يمكنهم الاعتماد على الدعم السياسي داخل الملكيات المحافظة في منطقة الخليج ولا حتى قد يجدون ملاذًا آمنا فيها. وقد خفت النزاع الداخلي بين دول مجلس التعاون داخل الخليج الذي جعل قطر المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين تقف في الجهة المعاكسة لكل من الإمارات العربية المتحدة الإمارات والمملكة العربية السعودية نهائيا لصالح القوى المناهضة للجماعة. وجنبا إلى جنب مع التحديات الكبيرة التي تواجهها الجماعة خليجيا، فإن هناك كوادر شبابية ساخطة ومنافَسة سلفية وبيئة معادية ستجعل من المستحيل على الإخوان استعادة مستوى نفوذها الاجتماعي والسياسي السابق داخل دول الخليج.


تحديات وصعوبات 

وعلى الرغم من دور الإخوان المحورى فى دول الخليج إلا أنهم لم يمضوا في طريقهم بلا تحديات. ظهور السلفيين فى الحياة السياسية منذ الثمانينيات كمنافس قوى فى الانتخابات والمناصب الحكومية أضعف من وضع الإخوان. وخلال العقد الماضي من القرن الجاري تعرض الإخوان لاحتقار بالغ من السلفيين الذين كانوا دائمًا ما يتهمون الجماعة بالانتهازية السياسية ويشككون فى التزامهم بالعقيدة الإسلامية.

ومن الصعوبات التى كان يواجهها تنظيم الإخوان أيضا هى فكرة توظيف جيل الشباب. فعلى عكس الشبكات السلفية غير الرسمية، يمتلك الإخوان هيكل هرمي يعتمد فى المقام الأول على الكوادر ذات الخبرات والأكبر سنا والإذعان لقرارات الجماعة. وقد كانت عملية الاعتراف والتقدم طويلة الأمد للإخوان المسلمين أكثر صعوبة ومشقة في الوقت الذي زادت فيه بدائل المشاركة العامة والترفيه خارج المجتمعات الدينية في التوسع في الأماكن العامة مثل المطاعم والمقاهي وعمليا من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية.

الانفتاح والتنوع في وجهات النظر التي ظهرت في هذه المساحات ووسائل الإعلام زادت من السخط بسبب السرية والانضباط الذاتي داخل المنظمة. وزاد من حدة هذه المشكلة رفض الشباب لسرية جماعة الإخوان والاتجاه لضرورة إيجادهم طرق أكثر مواجهة لحصولهم على التغيير السياسى بدلاً من التجمعات السرية لهم.

ويمكن رؤية مؤشرات إحباط جيل الشباب من الثقافة والسياسات التدريجية للجماعة في انشقاق بعض الكوادر الشبابية، وإصدار البيانات المستقلة التي كتبتها هذه الكوادر مُتبنين وجهات نظر بعيدة عن الجماعة، وبروز شباب الجماعة السابق بين المنظمات المعارضة في الخليج والشبكات التي ظهرت في وقت قريب من الانتفاضات العربية التي اندلعت عام 2011. وفي الوقت نفسه؛ وفرت وسائل الإعلام الاجتماعية 

وسائل جديدة للتنظيم خارج المنظمات الإسلامية، ما ساعد في ظهور حركات شبابية جديدة غير تابعة للتنظيم في الخليج.

وقد بدأت المنظمات التابعة للجماعة في الخليج التكيف مع هذه التغييرات الثقافية. والدليل على ذلك التعديل الذي يتضمن بروتوكولات التوظيف الذي تنفذه شبكات الإخوان في السعودية؛ انتشار برامج التطوع المفتوحة في منطقة الخليج التي وُضعت كأداة من قبل الإخوان المسلمين لجذب شريحة أوسع من الشباب، والاستخدام الأكثر إبداعا للفيديو والموسيقى الشعبية من قبل المبادرات التابعة للجماعة، والبرامج الجديدة التي تمت صياغتها خصيصًا للشباب داخل الجماعة. ورغم ذلك؛ يظل التحدي الخاص بالأجيال هو الأوسع نطاقًا.


بيئة أقل تسامحا

وبالإضافة إلى هؤلاء المنافسين وتلك التحديات، فقد واجهت الجماعة بيئة أقل تسامحًا في منطقة الخليج منذ أحداث 11 سبتمبر 2001. فقد زادت عملية التدقيق الدولي للحركات الإسلامية وتمويلها بشكل غير مسبوق، ولكن هذا ليس كل شيء. فقد بدأت الأسر الحاكمة الخليجية أيضًا تحويل حساباتها السياسية.

وقد بدأت عملية إعادة التفكير في المملكة العربية السعودية في منتصف التسعينيات في الوقت الذي واجهت فيه الأسرة الحاكمة السعودية أخطر تحدٍ منذ عام 1979 في شكل الصحوة الإسلامية أو «الصحوة» التي تحدتها علنا وإن كانت بشكل محدود. وأصبح واضحًا أن العائلة الحاكمة تعرب عن استيائها من جماعة الإخوان المسلمين - لهذا التسييس المضاد للحقل الديني - من خلال التعليقات المريرة لوزير الداخلية آنذاك «نايف بن عبد العزيز آل سعود» في عام 2002، مُحمّلاً جميع المشاكل في المملكة العربية السعودية لـخيانة الإخوان المسلمين. وفي الوقت نفسه؛ جلبت الخلافة السياسية في كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت قيادة جديدة أقل تعاطفًا بشكل ملحوظ - وفي حالة أبو ظبي عداء صريح - نحو تنظيم الإخوان المسلمين.

وهناك استثناءات لهذا الاتجاه؛ فقد دعمت القيادة القطرية جماعة الإخوان المسلمين في الخارج، والقيادة البحرينية تحتاج إلى دعم من الإسلاميين السنة لمواجهة المعارضة الشيعية. ومع ذلك؛ فإنه عندما ظهرت الانتفاضات العربية في البداية والتي بدت كأنها فوّضت جماعة الإخوان المسلمين، فإن حسن النية بين زعماء دول الخليج كان غير متوقع، كما غابت الثقة بين الطرفين عن المشهد.

وسعت جماعة الإخوان في عدة دول خليجية إلى استخدام موجة إقليمية من التعبئة الشعبية لإنشاء قيود سياسية جديدة على الأسر الحاكمة الخليجية. وانضم أعضاء الجماعة إلى العرائض العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية التي تطالب بإصلاحات سياسية تشمل انتخابات المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الشورى. وفي الكويت؛ فإن الإخوان المسلمين كانوا دائما ضمن ائتلاف الجمعيات السياسية المحتجة في البداية على استقالة رئيس الوزراء، وفي وقت لاحق على التعديلات الدستورية لزيادة تفويض البرلمان نحو إنشاء نظام ملكي برلماني كامل.


قيود واتهام بالإرهاب

وبدأت حملات فرض القيود على الإخوان من الإمارات العربية المتحدة التى اعتقلت قرابة 100 إماراتي من حزب الإصلاح التابع للإخوان بتهمة تشكيل تنظيم سرى يسعى لقلب نظام الحكم. وتبع ذلك الموقف المتشدد ضد الإخوان إبان عزل الرئيس المصرى «محمد مرسى» المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر. وانتقد الإخوان فى الكويت والسعودية - علنا - حكوماتهم بسبب دعم النظام المصرى سياسيا وماديا للحكومة العسكرية الجديدة في مصر. كما أعلنوا تأييدهم الصريح للمتمردين في سوريا ضد نظام «بشار الأسد».

وكان لهذين الأمرين أثرٌ في دفع السعودية نحو وضع قانون جديد ضد الإرهاب مطلع عام 2014 مهّد الطريق لإعلان الحكومة السعودية جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية. كما تحركت الإمارات هي الأخرى لمعاقبة الإخوان المسلمين بإدراجها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني التابعة لها في الغرب وفقًا لقانونها الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني 2014. كما ضغطت السعودية والإمارات على الحكومات الغربية للسير على خطاهما وطلبتا بفتح تحقيقات رسمية فى وضع تنظيم الإخوان المسلمين ببريطانيا.لا

الحملة السعودية الإماراتية لنزع الشرعية عن الجماعة والحد من تأثيرها إن لم يكن تدميرها أعادت الجماعة إلى الاعتماد علىالمنشق السياسي الإقليمي قطر. ويمكن أن يُنظر إلى قوة عزم دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في أساليبهم المتشددة؛ بما في ذلك سحب السفراء من قطر والتهديد بالحصار الاقتصادي. وتركزت مطالبهم لقطر بإنهاء دعمها لجماعة الإخوان المسلمين المُحاصرة في مصر علاوة على وقف دعم المنشقين عن الجماعة في منطقة الخليج تماشيا مع الاتفاقية الأمنية الموقعة من قبل وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2012.

ووفقًا لنسخة مسربة من هذا الاتفاق الذي لم يُنشر؛ فإن هذا الاتفاق يُلزم دول الخليج «بالتعاون مع بعضها البعض لمطاردة أولئك الخارجين عن القانون أو النظام أو المطلوبين من قبل الدول أيًا كانت جنسيتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم»، كما يشمل المطاردة النشطة عبر الحدود وتسليم المجرمين.


مستقبل غامض

وفي الوقت الذي تعيش فيه جماعة الإخوان المسلمين في الخليج - باستثناء في الإمارات العربية المتحدة - بمنأى عن حملة واسعة النطاق كتلك التي شهدتها مصر، إلا إنها تواجه مستقبلا غامضا.

البيئة السياسية والقانونية العدائية من شأنها أن تعوق بشكل كبير توظيف وعمل العديد من منظمات المجتمع المدني الخاصة بهم. وعلاوة على ذلك؛ فإنه في الوقت الذي تعتمد فيه الحركة الإسلامية على المشاركة السياسية، إلا إن الجماعة سوف تعاني أكثر من التعصب المتزايد ضد النشاط السياسي الإسلامي من المنافسين السلفيين. وفي الوقت نفسه؛ فإن التراجع إلى موقف عام أقل - نموذج المجتمع السري – هو أقل قابلية للحياة في عصر الشبكات اليوم.

ومع ذلك يبقى السؤال مطروحا حول ما إذا كانت السلطات السياسية في الخليج قد وفَّرت مسارات بديلة كافية للتعامل مع دوائر الإخوان المسلمين. وفقد العلماء السلفيين التابعين للدولة مصداقيتهم على مدى عقود، وحتى التشكيلات الجديدة لمواجهة الجماعة مثل مجلس حكماء المسلمين الإماراتيّ، والتي لا تزال بحاجة إلى إثبات نفسها.

وما سبق يترك ميدان الإسلام السياسي لقمة سائغة؛ خاصة في مواجهة صاحب الدعوى الأكثر طموحا وهو تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا.