وصل وزير الدفاع الفرنسي، "جان إيف لودريان"، إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الاثنين (16|2)، لتوقيع عقد أول صفقة لبيع طائرات "رافال" الفرنسية المقاتلة، في خطوة تعكس دعم باريس للرئيس المصري وسط أجواء توتر جيوسياسية.
وأعلنت مصر، اليوم، أنها قصفت مواقع لتنظيم "داعش" في ليبيا بعد ساعات على إعلان الفرع الليبي للتنظيم في فيديو قطع رأس 21 مصرياً خطفوا مؤخراً في ليبيا.
ويشمل العقد المقدرة قيمته بـ5,2 مليار يورو بيع 24 طائرة "رافال" إلى مصر من إنتاج شركة "داسو" للطيران، وفرقاطة متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية "دي سي إن إس"، إضافة إلى صواريخ من إنتاج شركة "إم بي دي إيه".
وعلق لودريان على الصفقة بالقول إنه "عقد استثنائي لصناعاتنا الدفاعية يبرز قيمة الرافال، وهي طائرة عالية الأداء".
وصرح وزير الدفاع الفرنسي، بأن "الرئيس السيسي لديه حاجة استراتيجية تكمن في ضمان أمن قناة السويس الذي يشكل ممراً لجزء كبير من الحركة البحرية العالمية". وتابع: "هذا أول سبب للإسراع في اكتساب قدرات بحرية وجوية لتأمين سلامة" هذا الممر.
وأكد على مواجهة مصر للتهديد الذي تمثله التنظيمات المتطرفة في شبه جزيرة سيناء، وكذلك تنظيم "داعش" في ليبيا.
وكانت صحيفة "القدس العربي" اللندنية قد نقلت عن مصادر خاصة إفادتها أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد الإمارات لعب دورا مهما في إقناع الفرنسيين بتأمين إنجاز صفقة مقاتلات "رافال" إلى القاهرة خلال الزيارة الرسمية التي قام بها إلى فرنسا.
وبحسب مصدر رسمي في وزارة الدفاع الفرنسية فإن الصفقة "كانت تتجه نحو باب مسدود ومهددة بالفشل" لولا أن الإمارات قادت وساطة فعالة بين البلدين "أنقذت الصفقة في الوقت بدل الضائع"، على حد قوله.
وواجهت فرنسا صعوبات كبيرة في تسويق مقاتلاتها إلى كل من الإمارات والسعودية والهند وماليزيا والبرازيل والمغرب، كما لم تنجح الحكومة الفرنسية في إقناع شريكها القطري باقتناء 24 مقاتلة "رافال" بقيمة تصل إلى نحو 2,5 مليار يورو رغم قيام وزير الدفاع الفرنسي جان إيف بودريان بجولات مكوكية إلى الدوحة، في محاولة لإقناع القطريين لم تثمر عن نتيجة.
وتشارك باريس منذ سبتمبر الماضي في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراقـ خصوصاً بطائرات "رافال"، كما هي حاضرة منذ 2013 في مكافحة الحركات الإسلامية في مالي.
وأفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في السابع من فبراير الجاري، نقلًا عن مصادر دبلوماسية مطّلعة؛ أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتّحدة ستقومان بتمويل هذه الصفقة الفرنسية، التي بحسب صحيفة "لايزيكو" الاقتصادية، تقدر بما بين ثلاث وست مليارات يورو.