قال كاتب ومحلل إيراني مقرب من دائرة الحكم في طهران التي تولي أهمية قصوى للوضع باليمن لت قطر بعد تسلّم أميرها الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحكم باتت تتحرك ضمن محور ينسّق تحركاته مع السعودية بشأن الوضع في اليمن.
واعتبر المحلل السياسي الإيراني سيد جعفر قناد باشي، في مقال نشرته وكالة "فارس" الإيرانية بعنوان "التطورات في اليمن من المأزق وحتى الثورة" أن موقف قطر حيال التطورات في اليمن بات ينسجم مع الموقف السعودي.
وأضاف أن "قطر بعد تسلّم أميرها الجديد مقاليد الحكم، باتت تتحرك ضمن محور ينسّق تحركاته مع السعودية، ونظراً للتقارب بين مواقف ومصالح البلدين، فإنهما تسعيان للحيلولة دون نجاح الثورة في اليمن"، في إشارة الى اعتباره تحركات الحوثيين ثورة شعبية.
واعتبر الكاتب أن اليمن تحوّل إلى ميدان لتنافس الإرادات، وقال، "إذا أردنا معرفة كيف تنظر الأطراف الخارجية لهذه الثورة، يمكننا تقسيم ذلك إلى مرحلتين، الأولى قبل انهيار النظام السياسي في اليمن، والثانية بعد حل البرلمان، فمنذ بدء الثورة هناك وحتى تاريخ حل البرلمان، كان اللاعبون من خارج اليمن يسعون إلى المحافظة على بقايا النظام السابق والحيلولة دون حدوث ثورة كاملة، وزعم أنه في تلك المرحلة وضع الغرب ودول مجلس التعاون في الخليج خطة لدمج بعض الثوار في النظام السياسي من أجل وقف الثورة، وكانت محاولات تثبيت منصور هادي في موقع الرئاسة وكذلك إعطاء الشرعية للبرلمان، جزءا من هذه الخطة".
وأضاف ،"لكن بمجرد حل البرلمان وسقوط النظام السياسي، بدأ المحور الغربي -العربي، بتطبيق سيناريو جديد يتمثل بتوتير الأوضاع الداخلية وخلق حالة اللاأمن هناك وتحفيز المطالب الانفصالية من أجل ضرب الوحدة الوطنية وتأخير كتابة دستور جديد، وهو نفس السيناريو الذي واجهوا به الثورة الإسلامية في إيران والثورة في نيكاراجوا والثورات في بعض الدول الأفريقية".
وتابع قائلاً، "نظرة الدول العربية للتطورات في اليمن تختلف بين الدول الدكتاتورية المتحالفة مع الغرب عن تلك التي تحكمها أنظمة ديمقراطية وضرب مثلا للأولى بالسعودية والثانية بمصر التي قال انها تنظر إلى اليمن من منظار مصالحها وهي تحاول استغلال التطورات الأخيرة من أجل تعزيز وجودها في البحر الأحمر بحجة المحافظة على مضيق باب المندب"، حسب تعبيره.