قامت السلطات الإيرانية بمنع الشيخ عبد الحميد إسماعيل زهي، إمام أهل السنة ورئيس المدرسة الإسلامية في زاهدان في منطقة بلوشستان، في شرق إيران، من السفر إلى السعودية، حيث كان مقررا أن يحضر المؤتمر العالمي الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي، بعنوان "الإسلام ومحاربة الإرهاب"، والذي بدأ فعالياته في مكة المكرمة الأحد الماضي.
وأوضح موقع تابع لنشطاء السنة في الإقليم، أن الشيخ عبد الحميد زهي، حصل على تأشيرة دخول رسمية للمملكة من السفارة السعودية في طهران، إلا أن سلطات المطار أوقفته لمدة يومين قبل أن تبلغه بقرار منع الحكومة الإيرانية لسفره وتعيده إلى محل إقامته في بلوشستان.
ومنعت السلطات الإيرانية الشيخ زهي من السفر عدة مرات، حيث يشغل الشيخ عضو رابطة العالم الإسلامي، ودعي عدة مرات للحضور إلى مؤتمرات الرابطة إلا أن السلطات منعته، كما أنها قامت بمنعه من حضور موسم الحج في عام 2012.
يذكر أن الشيخ يشغل أيضا منصب رئيس جامعة دار العلوم الإسلامية السنية في إيران، وهو عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي.
الجدير بالذكر أن الشيخ عبد الحميد إسماعيل زهي، يطالب باستمرار بإنهاء التمييز والتعامل الانتقائي الذي تقوم به السلطات الإيرانية بحق الأقليات القومية والدينية في إيران، وخاصة مع أتباع المذهب السني الذين يتراوحون بين 14 و 19 مليون إيراني يمثلون قرابة ثلث الشعب الإيراني.
وانتقد الشيخ زهي في عدة خطب ودروس ومحاضرات له، ما تقوم به سلطات الأمن الإيرانية من اعتقالات في صفوف السنة، خاصة من أبناء طلاب المراكز الدينية، وعلى الأخص في إقليم بلوشستان.
ونشأت بسبب اضطهاد السلطات الإيرانية للسنة عدة حركات سنية مسلحة تنتهج مقاومة السلطات الإيرانية بالقوة العسكرية، والتي تتهم إيران باكستان وأفغانستان برعاية واستضافة تلك الحركات التي قامت بالعديد من العمليات التي استهدفت قادة وجنود في الجيش الإيراني.
ويتوزع عدد المسلمين السنة في إيران بين ثلاث عرقيات رئيسية هي الأكراد والبلوش والتركمان مع بعض العرب المتوطنين في إقليم الأحواز العربي في غرب إيران على الحدود مع العراق، فيما تسكن غالبية العرقيات الأخرى على حط الحدود بين إيران والدول الأخرى ذات الغالبية السنية مثل باكستان وأفغانستان وتركمانستان.
وتمنع السلطات الإيرانية السنة من بناء مساجد لهم في المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان وكرمان ويزد، كما منعوا مؤخرا من إقامة صلاة الجمعة والعيدين في العاصمة إيران، حيث كان السنة الإيرانيون طلبوا أن يقيموا الجمعة في مدرسة تابعة للسفارة الباكستانية، إلا أن السلطات رفضت وسمحت بإقامتها في بعض البيوت فقط.
الجدير بالذكر أن إيران كانت دولة سنية حتى القرن العاشر الهجري، حين تشيع الإمبراطور الفارسي إسماعيل الصفوي والذي حول مذهب الدولة الصفوية إلى المذهب الشيعي وفرضه على عموم السنة، مما ساهم في دخول معظم أبناء إيران (فارس سابقا) في المذهب الشيعي.