قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لـ"كاريل مورفي": إن العاهل السعودي الملك سلمان منذ وصوله إلى عرش المملكة الشهر الماضي تحرك بشكل سريع وغير معهود لإظهار أن حكمه سيكون مختلفا عن حكم سلفه الملك الراحل عبد الله.
وأشارت إلى أن تحركاته أثارت المخاوف بين بعض السعوديين بشأن الوجهة الجديدة للملك خاصة في تحوله بشكل أكبر نحو المؤسسة الدينية الوهابية والسلطات الواسعة التي منحها لنجله الأمير محمد بن سلمان.
ونقلت عن "خالد الخضير" رئيس مجلس إدارة جامعة اليمامة أنه في العادي يأتي ملك ويذهب آخر ولا شيء يتغير، لكن الوضع مختلف هذه المرة.
وأجرت المجلة حوارات مع نحو 24 سعوديا من أطياف اجتماعية وسياسية متنوعة بالمملكة، رفض كثير منهم الإصاح عن هويته لحساسية مناقشة سياسات العائلة المالكة، إلا أن النغمة التي سادت وتكررت خلال الحوارات تعلقت بشأن الاعتقاد بأن الملك سلمان ربما يعيد إحياء نظام حكم الملك الراحل فهد بن عبد العزيز الذي تولى الملك من 1982م إلى 2005م.
وأشارت إلى أن عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز كان استبداديا واعتمد على علاقته الوثيقة مع الولايات المتحدة فضلا عن ممارسة الرقابة الاجتماعية متمثلة في الشرطة الدينية.
وتحدثت عن أن الملك سلمان معروف بقربه إلى السلطات الدينية المحافظة عن الملك الراحل عبد الله،مشيرة إلى أن الملك الراحل كبح تجاوزات الشرطة الدينية وأقال أو خفض درجة رجال الدين الذين انتقدوا علنا إصلاحاته سواء في التعليم أو النظام القضائي أو الفرص المتاحة للمرأة،مضيفا أن هناك مخاوف الآن من أن تلك التغييرات ربما تتعرض لانتكاسة.
وأشارت المجلة إلى أن بعض السعوديين يرحبون بنموذج الملك فهد لأنه يحافظ بشكل أفضل على التوازن بين الدين والحداثة عن نموذج حكم الملك الراحل عبد الله.
وأضافت أنه على الجانب الآخر فإن بعض السعوديين ينتقدون عهد الملك فهد ويؤكدون على رضاهم عن فترة حكم الملك الراحل الذي أطلق الإصلاحات التعليمية وأعطى الإعلام مزيدا من الحريات وعزز مكانة المرأة في التعليم والعمل.
وذكرت أن المرأة بشكل خاص عبرت عن قلقها بشأن توجهات الملك سلمان، حيث يخشون من أنه لن يعتني بقضايا المرأة كما كان يهتم بها الملك عبدالله.