ميدل إيست مونيتور: تسليح أمريكا لأوكرانيا عبر أبوظبي تصرف خطير
لندن
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
12-03-2015
قال موقع موقع "ميدل إيست مونيتور" (ميمو) في تقرير له إنه "قتل حتى الآن أكثر من خمسة آلاف مدني في شرق أوكرانيا، كما تم تشريد نصف مليون شخص بلا جريرة" معتبراً القتلى ضحايا المواجهة بين الغرب وفلاديمير بوتين".
ويشير التقرير إلى أنه رغم ادعاءات الكرملين بأن ما يحدث في أوكرانيا هو "انقلاب للنازيين الجدد مدعوم من الغرب" هي مبالغات دعائية، لكنها ككل نظريات المؤامرة، تحمل شيئا من الحقيقة.
وفي سياق تناول التقرير للأزمة الأوكرانية وجذورها ابتداء من نهاية الحرب الباردة ووصولاً إلى الثورة الأخيرة في أوكرانيا التي لم تنته بالتأكيد بشكل جيد بالنسبة لبوتين، موضحاً أن ما حدث في شرق أوكرانيا قد أظهر قسوة بوتين، خصوصا أنه يشعر بالحاجة لإثبات صلابته، إذ تسبب غزوه إلى فرار المدنيين كلاجئين؛ ولكن الكثير من المدنيين وخاصة كبار السن والفقراء لا يزالون عالقين بين الفصائل المعارضة.
وفي سياق استعراض التقرير للسلاح وموازين القوى العسكرية في شرق أوكرانيا وتعقيدات القوى العسكرية المتصارعة، لافتاً إلى احتمال أنه إذا ما تم تزويد الجيش الأوكراني بالأسلحة، في تلك البيئة القتالية المربكة، فقد ينتهي بها الأمر عن غير قصد في أيدي الانفصاليين.
وذكر أنه من حسن الحظ بالنسبة للأميركيين أن لديهم حليفتهم الصغيرة، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، والأهم من ذلك، أن تسليح كييف من خلال أبوظبي يمكن أن يتم بشكل أسرع بكثير من انتظار انتهاء الجدل السياسي في واشنطن. موضحاً "وفي الواقع، فقد حدث ذلك عمليا بالفعل".
ويكشف التقرير أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية قاموا بعقد اجتماعا مع المسؤولين في أوكرانيا خلال معرض الدفاع الدولي ومؤتمر "آيدكس2015"، الذي يعد أكبر معرض للأسلحة في الشرق الأوسط، والذي عقد في أبو ظبي الشهر الماضي. وتضمن جدول الأعمال تقييم احتياجات كييف من الأسلحة، ونقل ذلك إلى واشنطن.
كما أشار إلى أنه وفي الوقت نفسه، التقى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء الإماراتي محمد بن راشد آل مكتوم أيضا مع الرئيس الأوكراني "بوترو بوريشينكو" لتوقيع صفقة "تعاون عسكري وفني"؛ لكنهما أصرا على أن ذلك لن يشمل صفقات السلاح.
وأفاد التقرير أن "أنطون جيراشتشينكو" مستشار وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف، كتب على صفحته في الفيس بوك أن هذا التعاون سوف يشمل "توريد أنواع معينة من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا" من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف: "على عكس الأوروبيين والأميركيين، فإن العرب ليسوا خائفين من تهديدات بوتين ببداية حرب عالمية ثالثة في حال تم إمداد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة".
ويلفت التقرير إلى أن الأمر المحير، هو نفي دولة الإمارات العربية المتحدة أن الأسلحة كانت جزءا من صفقة التعاون، وهذا ما أكده مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية الإماراتي، فارس المزروعي في مقابلة مع البوابة الإلكترونية للإمارات حيث قال: "لا يشمل الاتفاق أي صفقات سلاح بين الشركات".
ونوّه التقرير أنه ما يحدث في الواقع بين دولة الإمارات وكييف لا يزال غامضا حاليا، إلا أن هناك بالتأكيد هدفا تكتيكيا لتقريب واشنطن بين أبوظبي وكييف.
وبين أنه رغم أن أوكرانيا لا تستطيع شراء الأسلحة الأمريكية، إلا أن سعي أبوظبي لتعزيز أسهمها في صناعة الأسلحة المتنامية، يمكن أن يجعلها تقدم أسعارا أكثر مرونة للأسلحة الأقل تطورا. لذا، فما دام الجدل السياسي في واشنطن حول إمداد أوكرانيا بالأسلحة الأمريكية لا يزال مستمرا، فإن الأسلحة الرخيصة من الإمارات العربية المتحدة من المحتمل أن تكون الحل قصير الأجل.
واعتبر التقرير ذلك بأنه يعد دليلا آخر على المساعدة التي توفرها أبوظبي على نحو متزايد لواشنطن في القضايا الأمنية، إذ أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة شريك واشنطن لمنتداها العالمي لمكافحة الإرهاب، والذي يضم شبكة من الدول التي تستعد لمحاربة التطرف الإسلامي والهجمات الإرهابية، حيث تشمل المبادرة التي أطلقت في ذكرى هجمات 11 سبتمبر أن يقوم مدربون أمريكيون بالعمل مع الاتحاد الأوروبي و29 دولة أخرى، بينهم 11 دولة مسلمة، لتنسيق وتقاسم الموارد لمكافحة التطرف الإسلامي.
وأوضح أن التطرف الإسلامي تحديدا هو الذي جعل دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بتوجيه الضربات الجوية التي استهدفت ليبيا في سبتمبر الماضي، مضيفاً: "وعلى الرغم من ادعاء كلا الجانبين أنهما لم يتشاورا مع بعضها البعض، إلا أنه كان من الواضح أن قرار أبوظبي بتوجيه ضربات عسكرية كان يصب في صالح واشنطن، وبعيدا عن الآليات الديمقراطية التي تعيق الولايات المتحدة".
وذكر أنه وفي عام 2013، وافق الكونغرس الأمريكي على بيع ما يقدر بقيمة 5 مليارات دولار من الأسلحة لأبوظبي.
وحذر التقرير من أن تسليح هذا البلد الذي يبدو مستقرا، ليكون بمثابة شرطي إقليمي قد يبدو معقولا، لكن علاقة الوكالة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة خطيرة مثل غيرها، فيمكن أن يكون لديها وهم القوة والاستقرار لفترة قصيرة؛ لكنها دخلت في تحالف هش في الأساس، لأنه ببساطة لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل.
ونوّه أن أبوظبي والأصدقاء الآخرون في الخليج قد يبدون شركاء مستقرين الآن، ولكن هل يمكن لواشنطن ضمان ما سوف يحدث خلال عشر سنوات، وهم لا يزالون مدججين بالسلاح؟ إنها حالة فقدان الذاكرة التي تعاني منها الولايات المتحدة.