نشر موقع "ستراتفور" تقريرا مفصلا حول الخيارات الصعبة التي يمكن أن يواجهها التحالف الخليجي العسكري في اليمن في مواجهة الحوثيين.
وقال التقرير، إن التحالف المتعدد الجنسيات بقيادة المملكة العربية السعودية يواجه تحديا صعبا وحرجا في اليمن فضلا عن كونها مهمة بالغة الصعوبة.
ويضيف التقرير، للرياض عدة مسارات قد تعمل من خلالها لتعظيم نفوذها في اليمن، وأكثر هذه المسارات تطرفا غزو اليمن بقوة برية كبيرة. ورغم ذلك، فإنه قبل اتخاذ أي قرارات، فإن السعوديين يتعين عليهم تقييم فوائد مثل هذه العملية مع مراعاة المخاطر الحتمية المحتملة.
ورغم ذلك، فإنه من غير المرجح أن يتوقف السعوديون بسهولة، كما أنهم ليسوا من دون خيارات في جعبتهم. وتمتلك الرياض احتياطيات مالية وافرة من شأنها أن تحافظ على الحملة ضد الحوثيين.
ويستطرد التقرير، بالإضافة إلى المال، فإن سلاح الجو السعودي، في حد ذاته، يتمتع بالقوة. منذ بدء حرب الخليج الأولى وبشكل متزايد منذ الانسحاب من الثانية، قد استثمرت الرياض مئات المليارات من الدولارات في تجهيز جيشها، ويحرص السعوديون على شراء أحدث المعدات باستمرار، بما في ذلك صواريخ متطورة وقنابل ذكية. وفي الوقت الذي لا يزال سلاح الجو السعودي يواجه قيودا كبيرة، مثل الاعتماد على المقاولين الأجانب للصيانة، ونوعية متنوعة ومتفاوتة القدرات من الطيارين، وقدراتها في الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع غير الكافية، إلا إنها لا تزال قادرة بدرجة كبيرة على تأمين سماء اليمن وإظهار قوتها في مواجهة أي خطر.
وبالإضافة إلى الحملة الجوية، فقد بدأ التحالف الدولي بقيادة السعودية عملية بحرية تركز على محاصرة الموانئ اليمنية وتأمين مضيق باب المندب. وتزعم مصر وباكستان أنهما أرسلتا سفنا لمساعدة عناصر البحرية السعودية في المنطقة. يتم حصار اليمن من البحر بينما تفرض المملكة العربية السعودية سوف منطقة حظر جوي يسمح لشركاء التحالف بعزل صالح والحوثيين ومنع أي دعم مادي خارجي. ولا تزال المؤشرات تبين أن الحملة الجوية والحصار البحري لن يكون كافيا.
سوف تعمل العمليات العسكرية الحالية على تضييق الخناق بشدة على الحوثيين، ولكن إذا كانت السعودية تسعى لنصر حاسم، فإنها ستكون في حاجة لنشر قوات برية.
قتال بري
مزايا الذهاب إلى اليمن بقوة برية كبيرة واضحة للغاية. فمن شأن ذلك أن ذلك تحقيق أقصى قدر من قوة النيران التي تمكن التحالف من الاستيلاء الفعلي والسيطرة ونقل الأرض المحتلة إلى وكلاء مفضلين. ورغم ذلك، فإنه في الوقت نفسه يبدو أن الإقدام على غزو بري كبير بمثابة عملية منطوية على مخاطر وتعقيدات بالغة الخطورة.
صعوبات الحرب البرية
بمجرد عبور الحدود اليمنية، فإن التحالف الذي تقوده الرياض سيواجه المزيد من المشكلات. هذا الفريق البري ليس لديه الكثير من التدريب أو الخبرة بحروب مكافحة التمرد، كما أنه سيزيد من حنق السكان المحليين ضده ما يدفعهم لمواجهته.
ويمكن للقوات البرية المنتشرة في اليمن أن تكون أيضا عرضة لهجمات المليشيات القبلية التي يزعجها وجود قوة أجنبية، فضلا عن الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والدولة الإسلامية هناك. وفي النهاية، سوف تصدر المملكة العربية السعودية قرارها على أساس حسابات تلك القيود وجدوى تحقيق أهدافها في الواقع.
لكن السعوديين ربما يكونوا قادرين على تشتيت شمل أعدائهم دون شن هجوم بري فعلي. مجرد التهديد بشن هذا الهجوم يمكن أن يفرق شمل قوات الحوثي التي تحاول دفع الجنوب لمحاربة القوات الحكومية. وفي الواقع، فإنه منذ بدء الغارات الجوية السعودية، شهدنا تحرك قوات موالية لصالح شمالا نحو الحدود السعودية ردا على مخاوف وقوع توغل بري.
ويخلص التقرير إلى أن الخيار الأفضل للرياض هو محاولة استخدام القوة لإعادة الحوثيين وحلفائهم إلى طاولة المفاوضات، أو على الأقل دفعهم مرة أخرى إلى الأراضي التقليدية في شمال البلاد.