صحيفة: الصفقات العقارية الخارجية لمحمد العبار تثير قلق المستثمرين
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
03-04-2015
نشرت صحيفة "القدس العربي" تقريرا حول نشاطات رئيس شركة إعمار العقارية محمد العبار في مجال العقارات خارج دولة الإمارات. وقال التقرير، ساهم محمد العبار، كرئيس لمجلس إدارة «إعمار» العقارية، بشكل كبير في تحديد آفاق دبي، لكن النمو السريع لأنشطته العقارية الخارجية يفتح المجال أمام أمر نادر الحدوث في منطقة الخليج وهو استياء المساهمين.
ولا تزال هناك تكهنات بحدوث انفصال في وقت قريب بين العبار و»إعمار» التي أسسها في عام 1997 رغم النفي القاطع من جانب الشركة لذلك الشهر الماضي.
ويشارك العبار في مشروعات لشركات أخرى، مثل العاصمة الإدارية المزمعة في مصر بقيمة 45 مليار دولار، ومشروعات تمتد من غرب أفريقيا إلى منطقة البلقان، وهو أمر يثير الدهشة.
وقال مساهم في إعمار طلب عدم الكشف عن هويته «هذا أمر يثير قلقنا.
وأكد التقرير، «هناك تضارب في المصالح. يملك رئيس مجلس الإدارة شركة تعمل في نفس المجال.»
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدثة باسم العبار على تصريحات المساهم. ولا يوجد حاليا ما يمنع مديري «إعمار» من العمل مع مجموعات عقارية أخرى.
وفقدت «إعمار» أيضا مجموعة من كبار مديريها الذين تركوها ليعملوا مع شركات منافسة، ومن بينهم مسؤول عن بعض مشروعاتها خارج دبي، وهو ما أدى إلى تنامي القلق الذي تقول مصادر في القطاع انه ربما يظهر في الاجتماع السنوي للمساهمين في إعمار في 15 من أبريل/نيسان.
وهناك تداخل بين مستقبل العبار ومستقبل «إعمار» صاحبة برج خليفة أعلى مبنى في العالم. وقال فتحي بن قريرة، الرئيس التنفيذي لـ»ميناكورب» للاستثمار في أبوظبي «نحن في منطقة تبدو فيها أهمية من يدير العرض على قدم المساواة مع الاستراتيجية الصحيحة إن لم تكن أعلى.»
وتعافى سهم «إعمار» إلى نحو سبعة دراهم من 6.25 درهم، قبل نفي التكهنات بشأن رحيل العبار في 19 من مارس/آذار لكنه لا يزال دون مستوياته فوق عشرة دراهم والتي سجلها في سبتمبر/أيلول.
وشق العبار – المولود في عام 1956 – طريقه عبر المناصب الحكومية حيث عمل في المصرف المركزي الإماراتي وفي مكتب حكومة الإمارات في سنغافورة قبل أن يعود إلى دبي ليعمل في إدارة التنمية الاقتصادية.
وفي تلك الفترة اقترب العبار من حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قبل أن يؤسس إعمار.
ويستطرد التقرير، ومرت «إعمار» – التي تملك فيها مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية حصة قدرها 29 في المئة – بظروف أثارت استياء المساهمين، وبصفة خاصة في عام 2011، حينما لم تدفع توزيعات أرباح بعد الأزمة المالية العالمية وما تلاها من انهيار عقاري في دبي. لكنها رضخت بعد ذلك لمطالب المستثمرين ودفعت توزيعات أرباح.
ورغم ذلك فإن مناقشة موقف العبار علانية يعد أمرا غير معتاد في منطقة الخليج، حيث تسوى نزاعات وخلافات الشركات عادة بعيدا عن الأعين.
وتنامت التكهنات بشأن العبار منذ الشهر الماضي حينما وقع إتفاقية لبناء عاصمة إدارية جديدة في مصر نيابة عن «كابيتال سيتي بارتنرز» وهو شريك مؤسس فيها. والعبار أيضا عضو مجلس إدارة في «إيغل هيلز» في أبوظبي والتي تخطط لمشروعات في صربيا ونيجيريا والبحرين.
وقامت «إعمار» بتطوير بعض من أفضل المواقع في دبي وما وراءها، لكنها تواجه الآن منافسة من شركات جديدة. ويبدو أن ارتباط بعض تلك الشركات بالعبار يثير حيرة المساهمين في إعمار.
وتساءل المساهم «لماذا لم يتم إرساء المشروع المصري على إعمار مصر..إذا كنت تعتقد أنها صفقة جيدة. نرى أن إعمار لم تعد ضمن أولويات دبي. لا توجد أراضي جديدة تم تخصيصها..فازت بها شركات أخرى.» وأضاف «من الواضح أن إعمار ليست في وضع نمو..إنها على وضع الطيار الآلي.»
ويرى التقرير أن استنزاف العقول لدى «إعمار» يشكل مصدرا آخر للقلق. فالرئيس التنفيذي السابق، لو بينغ، يشغل الآن المنصب نفسه في «إيغل هيلز». وسلمان ساجد، الذي كان سابقا المدير المالي لوحدات عديدة في «إعمار»، يعمل حاليا مديرا ماليا لشركة «إيغل هيلز».
وقالت المتحدثة باسم العبار في وقت سابق عبر البريد الإلكتروني موضحة دون إسهاب علاقته بالشركات الأخرى «يقدم السيد العبار النصيحة والمشورة لكابيتال سيتي بارتنرز وإيغل هيلز بصفته الشخصية.»
ومسموح لمديري إعمار بالعمل كأعضاء في مجالس إدارات الشركات المنافسة بموجب قرار يجب أن يحظى بالموافقة سنويا في اجتماع المساهمين. وحتى الآن فإن هذا إجراء شكلي، لكن سمسارا في دبي قال إن المساهمين قد لا يوافقون هذا المرة.
واجتذبت «نشاما» – وهي شركة تطوير عقاري في دبي بدأت نشاطها في سبتمبر/أيلول- مديرين كبارا من إعمار. فرئيسها التنفيذي، فريد دوري، كان الرئيس التنفيذي لوحدة «إعمار» الدولية حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2014، والرئيس التنفيذي للعمليات أبو بكر سيدأحمد كان مدير المشروعات في «إعمار» حتى سبتمبر/أيلول 2014. وفي ذلك الوقت أيضا ترك راجهوراج بالاكريشنا المدير المالي لـ»إعمار» الشركة ليعمل مديرا ماليا لـ»نشاما».
وقالت المتحدثة باسم العبار ان «نشاما» و»كابيتال سيتي بارتنرز» و»إيغل هيلز» هي شركات لا ترتبط بـ»إعمار». وأضافت «الشركات الثلاث مستقلة وليس لها علاقة بإعمار. تستعين كل منها بشخصيات بارزة في قطاع العقارات من الإمارات ومن أنحاء أخرى في العالم.»
وتحت قيادة العبار قامت «إعمار» بمحاولات لم يحالفها الحظ لممارسة أنشطة في الولايات المتحدة والهند، لكنها لا تزال رائدة سوق التطوير العقاري في دبي، وتعمل في عشر دول أخرى.
وكانت أول شركة عقارية تدفع توزيعات أرباح بعد انهيار أسعار العقارات في 2009 حينما هبطت الأسعار نحو 50 في المئة.
ودفعت إعمار توزيعات أرباح خاصة بلغت 2.45 مليار دولار في نوفمبر/تشرين الثاني، ومن المتوقع أن تدفع أرباحا مماثلة هذا العام. ورغم ذلك فإن سوق العقارات في دبي تضعف مجددا بعدما تعافت في الفترة 2012-2014.