بعد مرور أكثر من 35 يوما علي سجن المعارض الكويتي البارز مسلم البراك، يبقى السؤال : ماذا بعد سجن البراك ؟ ، واحدا من أكثر الأسئلة التى تتردد علي ألسنة الكويتيين دون إجابة واضحة سواء منهم من يتفق مع نهج المعارضة أو من من يقف ضدها .
يزداد السؤال أهمية حين نعرف أن" السجين " الذى سلم نفسه في الأول من مارس الماضى تنفيذا لحكم محكمة الاستئناف الصادر في 22 أبريل والذي أيد سجنه عامين علي خلفية خطاب "كفى عبثا " الشهير الذى ألقاه في ساحة الإرادة قبل نحو عامين ، لا يعد مجرد سجين سياسى وإنما هو رمز لجيل بأكمله بل وللحراك الكويتي المعارض في السنوات العشرين الأخيرة .
ومنذ اللحظة الأولي لسجن البراك كان التضامن معه حاضرا سواء في ساحة الإرادة عبر وقفات تطورت إحداها لمسيرة جابت شارع الخليج في الجزء المقابل لمجلس الأمة أو عبر الوسوم المتعددة علي مواقع التواصل الإجتماعي وأبرزها وسم " متضامنون مع البراك " .
وفي حين أعلنت المعارضة الكويتية إيقاف الفعاليات المناهضة لسجن النشطاء والسياسيين مع انطلاق عاصفة الحزم وبينما دعت "اللجنة الوطنية " – تجمع حديث النشأة - لتجمع في ديوان البراك مساء اليوم لمساندة سجناء الرأى ورفض ما يتعرضون له ، يرى رئيس الحركة الديمقراطية المدنية "حدم" ، طارق المطيري ، أن الحراك السياسي ليس له نقطة بداية ونهاية وإنما هو حالة مستمرة في كل الشعوب ومنها الشعب الكويتي الذى عرف الحراك منذ مجلس الشورى في 1931 مرورا بالمجلس التشريعي الأول 1938 وكذلك مجلس أمة 1962 ولا يزال مستمر .
ويضيف المطيري أن الحراك بمر خلال ال100 عام الماضية بمحطات واليوم نحن بصدد محطة منها عنوانها أن الشعوب نفسها أطول من الأفراد ووأن البراك رمز من رموز الحراك وما يتعرض له اليوم من سجن هى سنة صار عليها كثير من القادة حول العالم وفي الكويت حتى لا تكاد ترى رمز سياسي حقيقي لم يذق طعم السجن .
ويضيف أن أعضاء المجلس التشريعي الأول سجن بعضهم ونفى آخرون ثم عادوا وأصبح " ثنيان الغانم " أحد هؤلاء السجناء رئيسا للمجلس التأسيسي الذى وضع دستور 1962 ، وهو أمر يعنى أن موقفنا ودورنا هو استمرار الحراك بشتى الوسائل السلمية حتى تحقيق أهدافه التى على أساسها سجن مسلم البراك ومعه عدد من الشباب فيما يلاحق آخرون قضائيا .
ويؤكد المطيري أن تلك الأهداف تتلخص في أن تكون الكويت ديمقراطية حقيقية السيادة فيها للأمة التى هي مصدر السلطات وذلك عبر نظام برلماني كامل يؤدى بنا إلي اختيار حكومة منتخبة عبر صناديق الاقتراع .
وفيما يتعلق بما إذا كان سجن البراك يفرض "حلحلة" للأزمة أو يعقدها يرى المطيري أن النظام في الكويت عرف عنه تاريخيا أنه نظام غير محب للصدام وبالتالي فإن ما يحدث اليوم وإن كان متكررا إلا أن النظام كما جرت العادة لا يميل إلي استمرار مرحلة الصدام تلك كما أن الشعب بطبيعته لا يميل هو الآخر للعنف والخروج على الأطر السياسية المتعارف عليها وبالتالي فإن إمكانية اللقاء في منطقة وسط وتحقيق تراجع من جميع الأطراف أمر وارد تاريخيا وعلي هذا تكون "حلحلة " الأمور مسألة مطلوبة إذا كانت تؤدى بالكويت نظاما وشعبا إلي خطوات متقدمة في سبيل الديمقراطية .